رفحْ... إنَّ حزن الثكالى طفحْ
وصورةُ ما كان بالأمس أنسًا
تناورُ بين تلالِ الخرابِ
وتسترقُ السمعَ مِمَّا تَبَقَّى...؟!
...لتصنعَ من وجنتيكِ الفرحْ
* * *
رفحْ ... ما لوقعِ المعاني جَنَحْ...؟
ولاؤُكِ للصبرِ يَصنَعُ زُهدًا
وهذا الدَّمارُ مجردُ وحمٍ
وعِندَ اكتمالِ المَشاهدِ ننسى
...فيسعى البريقُ لديرِ البلحْ
* * *
رفحْ ... يا لروعةِ هذا الشَّبحْ !
أزقَّتُكِ تنتشي في الرمادِ
ويعبثُ بالطُّوب صمتُ الدُّروبِ
وبعضُ الغرابين وَسْطَ الرُّكامِ
...تُصادرُ منكِ بقايا البلحْ
*............*...............*
رفحْ ... هزم الجبنُ فيكِ المرحْ
ليبدأ َقبلَ الأوانِ المزادُ
وأنتِ تنامينَ مِثْلَ الرُّخَامِ
تَظنِّينَ أنَّكِ مازِلتِ حُبْلَى
بِعُشِّ الهَزارِ إذا ما صَدَحْ
* * *
رفحْ ...كل ما في الصدورِ نضحْ
وها قد تزينتِ مثل اليمامِ
وتنتظرين قدومَ الربيع ِ
ولكنَّ سحر الزهورِ تلاشى
...وفي الوجهِ ماءُ الغريبِ اتضحْ
* * *
رفحْ ...ما لهذا الفؤادِ انشرحْ ؟
يُقاضي التفاؤلُ لفحَ الحديدِ
ويندهش الرعبُ حين يراكِ
ويغرقُ في المقلتين الرّضابُ
...ولما رآكِ الجمالُ انبطح
*............*..............*
رفحْ ... لا تُبالِي بقوسِ قُزحْ
تَـفَتـَّقَ وجهُ الصَّبيِّ صباحًا
وأنْهى الذَّبيحُ طقوسَ الصمودِ
وعادَ الغروبُ وهذا الصَّبيّ
يُرقِّعُ في الشَّمسِ لونَ الفرح
* * *
رفحْ ... أنتِ أولى بكلّ القَدَحْ
وتفضحُكِ القهقهاتُ المِلاحُ
إلى أَنْ يحينَ العبورُ إليكِ
يَشقُّ الصُّداعُ جمودَ الصُّخورِ
...فيأوي إليكِ الذِّي قَدْ نَزَحْ
* * *
رفحْ ... أغرقوكِ بشتَّى المِنَحْ
أحبُّوكِ حتَّى تَخِمْتِ ونِمْت ِ
وفَضُّوا ضفائرك المُشتهاةِ
فكانَ الذِّي كان أو قد يكونُ
...و بالأقحوانِ مَدَاكِ اتَّشَحْ
*............*..............*
رفحْ ... جادلوكِ وأنتِ الأصَح ْ
لقد فاوضوكِ لكي لا تَبوحِي
بما قد يُغِيضُ حدودَ الجنونِ
وليسَ لطَعمِ الشُّجونِ مكانٌ
... إذا الكلبُ عضَّ الوَفَا أوْ نَبَحْ
*............*..............*
رفحْ ... إن ثورَ القوافي ذُبِحْ
كثيرٌ من الصمتِ يُلهي الرِّعاعْ
قليلٌ من البأسِ يُروي الحكايهْ
ولاشيءَ في الأفْقِ يَصبو إلينا
...وصوتُ الندى بَعْدُ لم يسترِحْ
*...............*..............*
رفحْ ... هكذا باركتكِ الجُنَحْ
وشيءٌ من الجأشِ يسقي ثراكِ
ومن صرخة الطفلِ يَسطَعُ حُلمٌ
يمدّدُ في الجرحِ نبضَ القضيهْ
فماذا عَسَانِيَ أَنْ أقترِحْ ...!؟