أخي العزيز أبو شامة المغربي
تحية طيبة
أذكر جيداً الرسالة الأولى التي كتبتها لأبي وأنا في الثامنة من عمري أطلب منه أن يشتري لي دراجة هوائية بمناسبة نجاحي إلى الصف الثالث, وأذكر أيضاً كيف كان للرسالة وقعٌ في نفس أبي حيث أسرع في شراء الدراجة الهوائية، وأعطاها لي مع قبلة توحي برضاه عن الطريقة التي طلبت بها.
ومنذ ذلك الحين وأنا أرى أن الرسالة تعطيك فرصة عدم الرد السريع من المرسل إليه، وحين قرأت عن آيزن هاور ـ وهو خطيب أمريكا ـ عندما كان منتمياً إلى نادٍ من أندية التعارف والمراسلة, وكيف استطاع الوصول الى البيت الأبيض من خلال مراسلة الناخبين شخصيا على مدى أكثر من عشر سنوات، وكيف انتخبوه لأنه صديقهم الشخصي، بدأت أهتم بالمراسلة, وزاد اهتمامي بالرسائل عندما كنت مضطراً، لأن أكتب كل ما يجيش في صدري في 50 كلمة فقط، تلك المساحة المختصرة التي يسمح بها الصليب الأحمر الدولي, لكي لا نكلف المدققين من الأعداء وقتاً طويلاً .. ولمدة ثمان سنوات وأنا أكتب رسالة من خمسين كلمة كل ثلاثة أشهر.
أما آخر عهدي بكتابة رسالة على الورق فهو اليوم، حيث بعثت برسالة خطية إلى صديق لي لم أره منذ 15 عاما، وعرفت عنوانه يوم أمس ..
أخيراً:
رفقاً بنا يا أبا شامة المغربي
فقد هيجت المواجع ....