هو شاعر الثورة الجزائرية و الالياذة وهو من خط نشيدها الوطني بدمه في سجن "بارباروسا" .احد اقطاب الشعر النضالي العربي معاصر شاعر من اصول بربرية لكنه آمن بانتمائه العربي ووحدة امته فغناها و غنى اوجاعها و هذه القصيدة من اروع منجزاته الشعرية.صياغة و مضمونا بعد 13 عاما من تقسيم فلسطين .
ولعل قسوة الجرح الفلسطيني وفداحة النكبة كانا من وراء حرارة النغم الذي شدا به هذا الشاعر الموهوب المرهف الحس الأصيل الانتماء، وهو يفتتح الجزء الأول من القصيدة بنداء جياش موجع يثير كل المواجد:
أناديك في الصرصر العاتية ***وبين قواصفها الذَّارية
وأذكر جرحك في حربنا ***وفي ثورة المغرب القانية
فلسطين يا مهد الأنبيا *** ويا قبلة العرب الثانية
ويا حجة الله في أرضه *** ويا هبة الأزل السامية
أما الجزء الثاني فقد صاغه الشاعر على لسان فلسطين، فهو ينزف أسى ولكنه يسمو شموخا. وفيه يكشف مفدى دون مواربة ولا رياء عن أسباب المحنة. فالعربي الذي يبكي فلسطين هو الطاعن والطعين، هو الجرح والسكين. وقبل أن ندين غيرنا علينا أن نطهر أنفسنا، تلك شريعة الحق والعدل، وليس هناك طريق بديل.
لقد كان لي سبب للبقا *** فقطع قومي أسبابيه
ورحت أباع وأشرى ***كما تباع لجزارها الماشية
وأشنق في حبل مستعمري ***وأصلب في كف جلاديه
وفرَّقني الخُلْف أيدي سبا *** وشُتِّت في الأرض أوصاليه
فأصبحت أرسف في محنتي ***وقومي عن محنتي لاهية
هو الشعب لا السادة المترفون ***يحقق للنصر أحلاميه
ويستفز الشاعر النخوة العربية بذكر الأمجاد التاريخية التي خلدها أبطال العرب خالد بن الوليد وسعد بن أبى وقاص وصلاح الدين الأيوبي في القادسية وحطين وأنطاكية. ويختتم مفدى زكريا قصيدته بالأمل.. بل بالثقة في النصر
ولن يخلف الله ميعاده *** ولا ريبَ ساعتنا آتية