اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وردة قاسمي مشاهدة المشاركة
السيد سالم
مررت على قصتك فشدني إليها الوصف الدقيق و التصوير المحكم، فلا حاجة للقاريء أن يُعمِل خياله كثيرا لأجل أن يعيش تلك الأجواء التي يتواجد فيه البطل(الضمير المتحدث) سواء الخارجية أو النفسية...غير أني أود إيراد الملاجظات التالية:
* الرمزية الفلسفية المستعملة بإطناب في النص تعبر عن صراع العقل و القلب جاء من خلال سؤال بسيط أصبح معركة محتدمة بين قطبي الحكم في الإنسان، ثم ليظهر لنا في النهاية أن العقل و الوعي، و إن عرف الإجابة العلمية، قد استسلم للقب الذي عنده الإجابة العملية...لقد اسهبت في وصف الصراع بين الإثنين لدرجة ، في بعض المقاطع أحسست ببعض الملل قد بدأ يعتريني.
* لم توفق في استعمال أدوات الوقف و الذي كثيرا على نسق نصك و أصبح فيه الكثير من التداخل. و أورد لك بعض الأمثلة على سبيل التوضيح:

(ليلة مثل أي ليلة ، بعد نهار قضيته في العمل ، والسعي بين اليأس والأمل ،) الأحرى أن تكتب بهذا الشكل ليبتعد المعنى عن الأمتداد الممطوط (ليلة مثل إي ليلة. بعد نهار قضيته في العمل و السعي بين اليأس و الأمل) لأن الجملة الأولى افتتاحية تضعنا في زمن القصة. ما بعدها فكرة مغايرة و هي وصف لنهار سبقها، ثم لا ينبغي أن تفصل الفعلين الواردين بفاصلة لأنك ربتطتهما ب"واو" العطف. و بعد انتهاء الجملة، أي الفكرة ،كان الاحرى بك أن تقطعها بنقطة لأنك خرجت من الزمان و دخلت فكرة أخرى و هي تأثيث المكان. و إذا أعدنا النظر إلى الفقرة الافتتاحية لقصتك بالطريقة التي أعتمدت فيها التنقيط لوجدنا أنها عبارة عن جملة واحدة طويلة جدا لا ينقطع فيها نفس القراءة إلا بنقطتي الحوار. و هذا ينهك القاريء و يفرط عقد تسلسل الأفكار لأن القاريء يضيع في طول الجملة بين أفكار الفقرة بينما الأحرى أن تجمل الفقرة مجموعة من الأفكار الواضحة في بنية الجمل. لقد جعلتني الفواصل اعتقد أني أقرأ مجموعة من الجمل الاعتراضية لأفعال لم أعرف لها مبدءاً من مُنتهى.
* كثرة تكرار ثلاث كلمات في الفقرة الثانية جعل من بنية الفقرة مائعة( الحاسوب، السؤال، الجواب). بالإضافة إلى معاناة هذه الفقرة كما كل النص من سوء استعمال أدوات الوقف. جاء التكرار الكثير ليزيد من هشاشة بنيانها و بالتالي تأثرت الرمزية و الدلالات الفلسفية بهذا الاختلال.
* لغة نصك كثيرة الهنّات، عديدة السقطات و الغلطات. ماكان يجوز لك أن تسقط فيها و أنت لك من الكتابة باع طوبل و أورد ما لاحظت منها فيما يلي:

-(ولما رحبت بتلقي السؤال ، كان عبارة مطلوب أن استخرج منها ممنوع من الصرف مع توضيح سبب المنع ) لا أعرف ما موقع هذه الكلمة من المعنى، أأردت بها (عبارة=جملة، صيغة) كان الأحرى أن تليها بنقطتين أو أن تورد الجملة الواقعة خلفها بين قوسين أو مزدوجتين لأنها مقول قول.
- (فأنا أكيد لا أقدر أن أمحو من ذاكرتي ما أشاء) لم يتبين لي معنى هذه الجملة ، فهلاّ تفضلت سيدي و أعربتها لأفهم الصيغة التي بنيت عليها.
-(تحتله وسادتان منهكتين من ثقل رأسي) بما أنك أوردت سبب الإنهاك، تصبح كلمة منهكتين صفة، و الصفة تتبع الموصوف إعرابا، و هنا تصبح (منهكتان) صفة مرفوعة و علامة رفعها الألف لأنها مثنى. أما إن أردت من الكلمة حالا، وجب عليك تعريف الكلمة الواقعة قبلها، و في حالة جملتك لا ينبغي ذلك.
- (أنتظر مخاض) أنت تعرف سيدي أن الكلمة العربية تأخذ الفتحة و الكسرة و الضمة أشكالا حينما تكون معرفة، و تتخذ التنوين حينما تكون نكرة، و في حالتنا هذه، جاءت كلمة مخاض مفعولا به، و هنا كان ينبغي أن تقول
( أنتظر مخاضاً)
.
- (أحد المعجبات) الصحيح ( إحدى المعجبات)
- (سكنت مكاني لما بدأ قلبي يعصاني) كلمة (عصى) من الأفعال المعتلة الآخر بحرف العلة (الألف المقصورة) و عندما يُصَرّف هذا الفعل في المضارع تقلب ألفه لتصبح ياءاً، فتصبح ( يعصي) بينما إذا كان الفعل معتل الأخر (بألف مدودة) تصبح في المضارع واواً كأن نقول (عفا = يعفو) و هذا غير (أعفى= يُعفي)
-(وبدأت تتجمد أطرافي ، ويقشعر جسدي) الأحرى في هذه الجملة أن تبتديء بحرف الاستئناف (ف) و ليس حرف العطف (و) لأن أفعالها جاءت نتيجة لفعل سابق و ليست مصاحبة له، كما وأنه من المفروض أن يسبق الفاعل فعله نظرا لاقتران الفاعلين ( أطرافي - جسدي)بفعل بدأ فتصبح الجملة ( فبدأت أطرافي تتجمد و جسدي يقشعر)
- (عز عن أنفي استنشاق الهواء) نقول (عز عليه) و ليس (عز عنه) لأنك أردت من المعنى أن أصبح ثميناً و نفيساً فلم يُطقه.
-(ففتحت فمي كالتماسيح ربما تضخم حجم الهواء،) جاء الفعل هنا لفاعل مؤنث بينما الفاعل هنا مذكر إذا اعتبرنا أن الفم هو الذي يُضخم، بينما لم استسغ استعمالك لكلمة حجم مع كلمة هواء...ربما كانت كمية أو مقدار أصح
-
(وراحت أطراف أنامل أصابعي) ترادف في غير محله، فالأنملة هي طرف الأصبع فكيف يكون لها طرف؟
- (أني رجل له عقلين) إذا قمنا بإعراب هذه الجملة يتضح لنا ما يلي (أني): أداة نصب و توكيد تتصل بها ياء هي ضمير متصل مبني في محل نصب إسم أن، (رجل) خبرها مرفوع و علامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. (له) شبه جملة مكونة من حرف الجر (لام) و ضمير متصل مبني في محل جر إسم يعود على (رجل) ..(عقلين) مبتدأ مؤخر وجوباً لانه إسم نكرة جاء بعد شبه جملة..و بما أنه مبتدأ مثنى، وجب عليك رفعه بالألف و النون لنقول ( أني رجل له عقلان).

كما أعتب عليك يا سيدي عدم شكل الكلمات، لقد اوقعتني في كثير من الإشكال و أنا أحاول لفظ كلمات لم أفهم معانيها من مواقعها في الجمل.
تقبل مودتي
وردة





أختى الفواحة باسمها ... وعلمها
تستحي كلماتي أن توفيك حقك ، وتنحني هامتي إجلالاً لجهدك
تقبلي مني عظيم احترامي لغوصك في أدغال نصي
وأعترف لك بأن كل ما صوبتيه هنا صحيح
وتقبلي رجائي بأن لا تبخلي علي من بحور علمك
ولا من مرورك
إنحناءة تقدير