عائشة تقرع باب العزلة
آه ...عائشة لو تقطعين أوردة
الطين فينا
أنت أيها الطين لو تطيل
حزن عائشة في ليالينا
تفتح عائشة ضفائرها للمساء
تقرع أبواب الجنة بالجوع
صمت حنائها يملأ فراغ يديها بالزغاريد
و من عادة عائشة أن تخرج ليلا ترعى قطيع الندى في الحديقة
تقطع ما زاد على الحلم من شوك
ثم تهيئ عريها للغريب
هي...
لم تلد غير أنها تفيض حليبا
حين ترى حجرا يطير
تمتد إلى آخر هذا السياج
تقرع الساعات
و حين تصمت أجراس الوطن
تحزم عائشة حليب أنوثتها
و تدخل قوس الفراغ
....
وليكن
أن يفقد النخيل صوابه و ينزح إلى الشمال
فكيف تفقد عائشة سريرها
على الخريطة
و تنسى قفص الفرح مفتوحا
هي الآن تعد فطور الفراشات
ابنة هذا الزمان الرديء
تبوح بسرها للنحل و أحفادها الأولين
و تعرف أن طعم الملوك
كطعم الهزيمة
و إن التراب إذا مسه دمنا
يصير جنين
و إن الذي بينها و بين الغريب على الضفتين لم يكن سوى دمها قد تعتق في قاع الجرار القديمة
و حين تستيقظ عائشة من صحوها
يغادر قطيع الندى حديقتها
آه ... عائشة لو تنامين
كي ينام التراب على بعضه كعاشقين
و تعود فلول الندى إلى بعضها
و يحتفل النهر بدمك المعتق على الضفتين
جيل من الديدان على صدرها
مزاج الريح في زفرتها الطويلة
فرس يشق زفاف عائشة للغريب
و يسقط صريعا على باب عزلتها
فلا بد من عائشة على الضفتين
كي ينبض في الجثة الباردة
حبل الوريد .....