كان هناك امرأه اسمها سليمه وكانت عمياء منذ ولادتها ، ولكن عماها لم يحجب نور فطنتها . جائت يوما من احد المشايخ تطلب منه ان يفسر لها حلما وقالت له :
رايت في منامي ذئبا يقف امامي , ثم رايت خروفا ياتي ويقف الى جانب الذئب ، ثم رايت طفلا ياتي ويقف امام الذئب والخروف .
فقال لها الشبخ معترضا : ولكنك عمياء منذ الولاده كما قلتي ، ولم يسبق لك ان رايت في يقظتك ذئبا او خروفا او طفلا ، فباي صوره وباي حجم وباي شكل استطعت ان تري الذئب والخروف والطفل في منامك .؟
قالت : انا عمياء فعلا ، لكنني لا اعيش في عزلة عن الاشياء لاني اعيش مع الناس واسمعهم يتحدثون عن الاشياء ، واستطيع ان ارسم في ذهني صورا عنها ، حتى اذا رايت هذه الاشياء في منامي بدت لي في اشكالها واحجامها المرسومه لها بذهني .
ثم قالت : وعليه اذا فكرت انا الان بالبشاعه مثلا تخيلت وجه جارتي ام شحاده ، واذا اردت ان اتكلم عن الجمال بدت لي جارتي الاخرى ام سامي ، وقد تكون رؤيتي للناس بناء على مسموعياتهم صادقه باغلب الاحيان .
فقال لها الشيخ : هنيئا لك عماك يا سليمه لانك ترين المراه الفاضله جميله والمراه العاطله قبيحه . انك ترين الاشياء كما كان يجب ان تكون لا كما هي كائنة الان بحكم تناقض الا شياء مع حقائقها . وانه لمما يحيرنا نحن معشر المبصرين ان نرى صفات الناس لا تتفق مع سمات وجوههم .
وقديما قال ابو العلاء المعري اشهر اعمى في تاريخ العرب في وصف الناس .
كرهت منظرهم من سوء مخبرهم ............لذا تعاميت حتى لا ارى احدا