أرجوك
قل لي من تكونُ
وما تكونْ
***
أدعوك غيثاً يطفئ الصحراءَ في مُقَلِ العيونْ
فتجيء جَدْبا
***
أدعوك ميلاداً لروح الورد
غايةَ راحلٍ
أدعوك فصلاً من فصول الخصب
بوحَ زنابقٍ
أدعوك للأشواق قلبا
***
فتجيء خنجرَ قاتلٍ
وتجيء نحو الموت دربا
***
يا هاتـفاً بي .. من زمان الطلِّ .. والعنّاب .. والعسل المصفّى
البرد يقتلني
فهل .. في حضن ذاك العهد .. للأحلام .. مرفا
***
يا سيدي
أنا جئتُ من ظمأ السنين أجرُّ روحي
صوتي .. دمي
وخطاي .. أحلامي
وراحلتي .. جروحي
فتهيّئي غيثاً
وقومي حقلَ عنّابٍ
وهزّي جذع بوحي
***
يا أيها الماضي على درب المسافات البليدة
قفْ لي قليلاً .. كي أبثك بعض ما ألقى
فإن النار من كبدي تثور
وغايتي الكبرى بعيدةْ
***
يا نبض قلبي
ألفُ دربٍ مغمض العينين يشرب ماءَ خطوي
فانصب رضاكَ منارةً
واحبس بوجهك نجمةً
ما زلت أشرب ضوءها وهماً
وما زالت إلى المجهول تهوي
***
يا سيدي
بيني وبين الصبح مرحلةٌ شديدةْ
فالبس ضياءك وأْتني
صبحاً
وميلاداً
وأنباءً سعيدةْ
***
الناس – يا غيثَ القلوب – تقصُّ آثاري
وتهتك سترَ صبري
وأنا
أقيسُ بأدمعي
ما بين آمالي وقبري
وأصون وجهَ قضيتي
ما بين أوراقي وحبري
يااااااااااااااااااااااااااااا سيدي
ما كلُّ هذا الصمت !!!
***