كان يما كان في قديم الزمان...حب نائم تلبسه لؤلؤة نائمة في الشطآن...رحيق عطرها
مسك يداعب همسات الليل...ويوقظ سكرات النيام ...من بعيد وبعيد جدا...جاء فارس
للجمال ميال...وللعشق حاله حال...بعثر على اللؤلؤة بعضا من براعم الهوى... فسقطت
قطرات داعبت وجنتيها ولا مست من شعرها أبجديات العشق....فتحت عيناها فابتسمت
شفاه الشمس وعادت النجوم إلى مكانها ...و أزهرت البساتين قال الفارس
ها أنا يا أميرتي...ولي من الكلام قواميس و إذا قلتها لا تنتهي...
أحبك يا عبيرا لزهر ويا عبق الحب ...أنا في الهوى أديت كل الطقوس وأذبت
كل القلوب...و انتحرت لأجلي أميرات من كل صنف ولون... ولكن قلبي لم يرى
في درب الهوى سواك...ولم يسمع سوى أنغامك تغنى على أوتاري
تنهدت شهرزاد وقالت ما زال في القصة ما يقال ...يا سيدي السلطان
قال الفارس لؤلؤة الشطآن...أحببت الحب من الدمع الذي كان يحتويك ومن الشوق
النائم على الشطآن ...جئتك مسافرا من الأساطير وقلبي يحمل لكي زنبقا و فلا
وأقحوان وياسمين ...أقمت وطني بين يديك وأسكنت روحي بقلبك أميرتي أجيبيني
فقط طال الانتظار.
قالت وليس لها في الحب إلى أشواك،وغدر،وظلام ...أقسمت على حب الرجال... وأقمت
طقوس الحداد...و دمع كان أنهار ووديان أبحرت فيها مند زمان وزمان .....تراني
جميلة و لكن في القلب أرى بشاعة الرجال...لمادا أيقظتني وأنا في النوم طاب لي المقام
لماذا بعثرت الرحيق وبراعم الهوى...لماذا أيقضني ومن أخبرك عني من...من......
قال أخبرتني الطيور عنك...أخبرني عطرك الذي بعثرته الرياح كلما زارت
وطني...أخبرني عنك الحب...ورأيتك من القصص والروايات...أجمل النساء...
و أطهر الأسماء.
قالت ومنها الحياء بدا ...أيها الفارس لولا الطير ورحيق الهوى لولا الحب
لما كان لك في قلبي موطن...فتعال نسافر أنا وأنت و نولد مع مولد حب جديد
توقفت شهرزاد حين الديك صاح...و طلع الصباح ،وغفى شهريار على وسادة الأحلام