أخفيت نفسي زماناً طويلاً
واليوم قررت أن أظهرها
لكني أخشى أن لا أعرفها

كان قد مضى
والعمر قد مضى معه
لم يبق له إلا طفله الذي يعشق ، مريض لا أحد يعرف سر مرضه، ولا أحد يداويه ، ولا الكيان الصهيوني يقبل بمعالجته خارج الأراضي المحتلة أو داخلها.

كلما فكر فيه كانت يداه تعصران على الدب الجميل الذي أشترى
عند بوابة الدخول ، وقف طويلاً ينتظر أن يحاول الجندي الوغد أن يفتح الحاجز لكي يعودوا لمنازلهم
يتمنى كل يوم لو أنه أمسك البارودة وأفرغها في رأسه
نظر إليه الجندي وكأن قد سمع ما يجول بذهنه
ثم قال ارفع يديك
ما هذه اللعبة
انبطحوا جميعاً
فانبطح الجميع اقترب الجندي من الرجل وهو قد رفع يديه والدب الصغير مدلى
ثم نادى زميله وطلب إحضار الكاشف
قام الجندي الثاني بالكشف بوساطة ألة الكشف عن الألغام بكشف سائر جسده ثم الدب الصغير
ثم ضحك وقال لزميله : إنه مجرد دب
قال له : اقذفه في الهواء ، سحب الأب لعبة ابنه ، فامتدت البارودة لتلامس رأسه تستعد لقتله ، فأفلت اللعبة ، ثم رفع رأسه للأعلى وهو يشاهد الدب يطير متقلباً وانطلقت الرصاصات تخترق الدب ثم تحول لأجزاء متناثرة فوق رأس الأب المسكين.
كانت هذه القصة ستنتهي كعادتها ، ويحمل الأب حسرته باكي القلب إلى منزله ، لولا أن الأمور تغيرت كثيراً هذه الأيام
بينما الوغد يسترسل في الضحك الساخر ، خرج من خلفه شاب كالبرق
وضع نصل سكينه على رقبة الجندي الإسرائيلي وشدها بقوة حتى بدأت الدماء تقطر
- ارم سلاحك أيها الوغد ، طلب من الجندي الثاني
- هيا بصوت مثل زمجرة الأسد
- لم يتحرك الجندي الثاني وكان يريد أن يلامس زراً في جهازه المعلق على كتفه.
- فما كان من الشاب إلا أن رفع يد الأسير وضغط على يده التي تقارب الزناد ، فانطلقت رشقات مزقت جسد الجندي الإسرائيلي
- أمر الشاب الجميع بالانصراف سريعاً، تعالت دعوات النساء والرجال : لله ينصركم.
- لكن سرعان ما وصلت سيارة الدورية الإسرائيلية.
- فاستبشر الجندي الإسرائيلي وانفرجت أسارير وجهه ، وتحضر للانتقام من هذا الشاب الذي لا يعرف قدرات جيشه.
- يا الهي ،خاف الجميع على الفدائي ، تراجع الفدائي وقد ألصق ظهره بجدار المحرس أخذ الشاب سلاح الجندي ثم مده يده وسحب مسدسه ، اقتربت السيارة أكثر بينما الشاب لا يزال يبحث عن أي قطعة سلاح أخرى لدى الجندي ثم قام بضربه على رأسه بأسفل البندقية ودخل للمحرس ،توقفت الدورية و نزل منها جنديان وبشكل غريب اقتادا الجندي الإسرائيلي بسرعة إلى السيارة وتركا شأن الفدائي.
- قام الفدائي بإلصاق عبوة ناسفة داخل المحرس وربطها بكل دقة, وركض إلى سيارة الدورية، وهو يركض نظر في عين الأب المستغرب من بين الحشد الغفير ، غمزه ثم قفز لسيارة الدورية الإسرائيلية التي انطلقت بسرعة .
- من داخل السيارة أخذ الفدائي جهاز اللاسلكي وفتحه ثم تكلم بالعبري قائلا : مساندة مساندة ، لقد احتجزنا في الغرفة نحن بحاجة للدعم فوراً، ثم رمى بالجهاز من السيارة ،
- بعد دقائق وصلت سيارات عديدة لمكان الحاجز ثم دخل عدد من الجنود لداخل غرفة الحرس وما ن تجمعوا فيها حتى انفجر المكان وحول أجساد الصهاينة لفتات لا يعرف عددها.
- بينما تابعت سيارة الدورية دخولها لغزة.
- في اليوم الثاني أذاعت الأخبار الإسرائيلية نبأ تفجير الحاجز ومقتل تسعة من جنوده ،واختطاف جندي إسرائيلي بواسطة سيارة استطاع الفدائيون تمويه شكلها واختراق الحواجز الإسرائيلية.
- وعاد الأب غير محزون على فقد لعبة طفله الصغير.