جميل ورائع هذا الموضوع
أختي الحبيبة ألق
ولا أكتم عليك أنني عدت بذاكرتي إلى هناك في العام الماضي ....... إلى حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم في مثل هذه الأيام المباركة من شهر رمضان حيث أنني كنت أذهب للحرم من قبل صلاة الظهر , ولا أعود للفندق إلا بعد صلاة التراويح ...رمضان والله له طعم ومذاق خاص في حرم رسول الله ... حيث أنك تجد أهل المدينة أهل الكرم والجود لا يفطر أحدهم إلا ما ندر في بيته ... فكل أهل المدينة تقريبا يتوافدون للحرم , ويحملون معهم الزاد والطعام لإفطار الصائمين ....وما أجمل الإفطار ..........حبات قليلة من التمر , مع ماء زمزم وكعكة صغيرة , ولبن الروابي بالاضافة إلى القهوة السعودية ومن بعد ذلك نصلي المغرب .... والعشاء والتراويح وبعدها نذهب للفندق لتناول السحور مع الافطار فوالله مهما حاولت أن أصف لكم أنوار مدينة الحبيب النبي الأمي لا يمكن أن أفي حقها ...شعور يمتلكه الإنسان العربي المسلم وهو بين أهله وخلانه من كل بقاع الأرض ..لا فرق بين سوري , ومصري , وباكستاني ووووو.... هذا الشعور الوحدوي الذي جمعهم من كل صوب وحدب هو معجزة من معجزات الاسلام الخالدة التي لا يمكن لأي كائن كان أن يشتت جمعه أبدا ....وقد كان لي أجمل أيام العمر من ثلاث سنين في حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين طلبت من ربي أن يهيء لي الفرصة لأكون داعية في حرم نبينا الحبيب قبل أن أصل لهناك .....وبالفعل حاولت أن أجمع النساء من حولي بعد صلاة المغرب وأشرح لهم تفسير سورة يس , مع أنه ممنوع التجمعات في الحرم ... لكن الله شاء أن يستجيب لي دعوتي , بقيت لمدة تزيد عن خمسة أيام وكل يوم يزداد التجمع حولي ... ولكن كنت أعرف أنني مراقبة من قبل الكاميرات التي كانت موجهة حولي ... ومع ذلك تابعت الدروس مع من حولي حتى إن وصلت للحديث عن وضع الأمة العربية وشتاتها وتمزقها إذ بإحداهن تأتي إلي وتطلب مني أن أتوقف ...................لكن أحمد ربي أن سمحوا لي بهذه المدة الزمنية التي ما زلت أفتخر وأعتز بها , وأتمنى من الله أن لا يحرمني من أجرها وثوابها ....وستبقى هذه الذكرى من أجمل ذكريات حياتي كلها ....