لقـــاء حواري مع الأخ الكريم .. حسين الخطيب ...

[أبو شامة المغربي]

لقاء حواري مع الأخ الكريم
حسين الخطيب

عندما نقرأ الحروف القصصية .. عندما نقرأ القصة القصيرة والقصة القصيرة جدا .. عندما تعرض المشاهد والمواقف حية أمام القارئ، وعندما تلوح الأفعال، والأحاديث، والأحداث المترجمة في كلمات قصصية معدودة .. عندما يتم بناء فعل القص على إجاعة المبنى وإشباع المعنى أو على إشباع المبنى وإجاعة المعنى .. عندما نقرأ قصصا لها بداية ونهاية، وأخرى لا بداية لها ولا نهاية .. عندما وعندما ...

لا أحب القطط
من مذكرات الغرفة 329
"عندما تأخذنا الحياة بجزئيّاتها وتفاصيلها فتصبح أوسع مما نظن، نقتاد لها ظنا منّا أننا نتحداها، ولكنّنا ننصاع لتعاليم الإله فيها طوعا أو كرها، إنّما نحن اللاشيء الذي يظن نفسه كلّ شيء ..."
حسين الخطيب

قبل أن أهدي إليك علامات استفهامي الحوارية على هذه الصفحة المربدية المزهرة السنية، أستهل حديثي بهذه الحروف التمهيدية:
قد يرى البعض في ما يرى أن أدب القصة كائن لغوي مجمل يختزل ما يتسم به أدب الرواية من إسهاب، وقد يرى ذات البعض أدب الرواية كائنا لغويا مفصلا يستوعب المجمل ويستفيض في بسطه أمام القارئ ...

سؤال قبل الأسئلة
من هو حسين الخطيب جملة وتفصيلا؟
سؤالي الأول
هل ثمة من صلة أو قرابة بين أدب القصة وأدب الرواية؟
سؤالي الثاني
كيف كان بدء الكتابة القصصية لديك، وما أثر هذا اللون من الأدب في ما تكتبه من أدب؟
سؤالي الثالث
هل ثمة فواصل وحدود بين الكتابة القصصية وأختها الروائية؟
سؤالي الرابع
من هم القصاصون العرب والأجانب، الذين قرأت لهم أكثر من مرة، وما عنوان أول قصة قرأتها في مسيرة تلقيك لأدب القصة؟
سؤالي الخامس
ما سمة القصص التي تجد في نفسك شوقا إلى رصدها بالقراءة، وتبعث في ذاتك نزوعا إلى كتابة القصة القصيرة أو الأقصوصة على حد سواء؟
سؤالي السادس
ترى هل فعل الكتابة القصصية، في نظرك، هو في حاجة إلى تذوق الأعمال الأدبية الروائية بالضرورة دون غيرها من ألوان وضروب الإبداع الأدبي؟
سؤالي السابع
كيف ترى حال الأقصوصة والقصة القصيرة العربيتين المعاصرتين؟
سؤالي الثامن
ما الذي يعنيه النقد القصصي بالنسبة للقصة القصيرة العربية الحديثة؟
سؤالي التاسع
هل ثمة من تواصل عميق بين ما تتخذه الأقصوصة والقصة القصيرة من أشكال ومضمونها في البلاد العربية؟
سؤالي العاشر
ما هو في اعتقادك حظ الخيال ونصيب الواقع مما ينثره الكتاب العرب المعاصرون في قصصهم؟
سؤالي الحادي عشر
ترى هل لسيرة الكاتب الذاتية من أصوات وأصداء تتردد في قلب القصة القصيرة أو بين جوانح الأقصوصة؟
سؤالي الثاني عشر
هل سبق لحسين الخطيب أن صادف في قراءاته سيرا ذاتية قصصية أو شعرية ؟

هذه باقة من الحروف الحوارية، التي انتقيتها أزهارا شذية في مزهرية مربدية، والتي أرجو أن يجد فيها القارئ وفي حروف إجاباتك المنتظرة ظلالا وارفة، وحظا مما كان يستشرف قراءته أو ينتظر بزوغه.
حياك الله


د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com

[حسين الخطيب]

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ أبو شامة ... شكرا جزيلا لك ... الأخوة الكرام في هذا الموقع الجميل
أعتذر أولا إن طالت الفترة بين أسئلة الحوار وبين ردي عليها وأبين عذري أن خطيبتي الآنسة بتول حلاق قد تخرجت من الجامعة وأنا أقوم بإجراءات التخرج من براءة ذمة وما إلى ذلك هذا أولا وثانيا أنني بصدد إنجاز مسودة لمجموعة قصصية حاليا وهي تملؤ علي وقتي
بالنسبة للسؤال الأول من هو حسين الخطيب ؟
ببساطة وبدون تعقيد
حسين محمد منير الخطيب خريج كلية العوم / جامعة حلب / قسم الرياضيات
مواليد : سوريا / حماة / 1981
موظف والحمد لله
أما ببلاغة ... فهذا أنا (؟) ما بين قوسين

[حسين الخطيب]

عفوا هذا كان سؤال ما قبل الأسئلة ...
بالنسبة للسؤال الأول هل ثمة علاقة ما بين أدب الرواية وأدب القصة ؟ فأقول
إننا عندما نميز بين الأجناس الفنية عموما والأدبية خصوصا فإننا نحرمها الصفة المشتركة بينها كلها وهي الجمال ... ونجردها من وقعها على أنفسنا وهو الشعور بها
نحن عندما نكتب فإننا نشعر أولا بما يضطرنا بالكتابة وعندما نرسم فإننا نشعر أولا بحاجتنا للتعبير وكذلك عندما نقوم بأي عمل فني حتى ولو كان الصراخ و-على فكرة الصراخ من أجمل القصائد والقصص وأصدقها تعبيرا لأنه يعبر عن كل شيء بلا شيء - وعندما ننجز فإننا نشعر إما بالغبطة لما أنجزنا أو بالضيق مما أنجزنا .. إذا كل شيء حول ما نشعر به
لذا منطقيا سؤالنا إن كان هناك علاقة بين الرواية والقصة فالجواب نعم هناك علاقة من ناحية الشعور بكلتيهما ؟
أما أدبيا وأسلوبيا .. فكلتاهما تعتمد تقريبا نفس الأدوات من الحدث والحبكة والسرد وما إلى ذلك .. إلا أن هذا لا يعني أن القصة هي " بنت " الرواية ... لهما ما يشتركان به وفيهما الكثير الكثير من الإختلاف .
مثلا ...
أن الرواية لا تعتمد الحاجة للإدهاش .. فهي تأتي بشكل انسيابي سهب وسلس وزإن كان بعض الروائيين الآن يحاولون إقحام الرواية فيما لا يعنيها
أما القصة
فهي بحاجة لجرعة لا بأس بها من الدهشة .. هذه الدهشة التي توقف الأنفاس لجزء من الثانية كفيلا بهضم محتوياتها ... لكننا لا نجد هذا في الروايات الجيدة منها والكلام عن الروايات الجيدة بالمطلق.

[حسين الخطيب]

بالنسبة لباقي الأسئلة فأجيب عنها في الأيام القادمة إن شاء الله .. واعذروني على أخطائي الإملائية .. لطالما كنت ضعيفا في الإملاء

[أبو شامة المغربي]

[حسين الخطيب]

بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال السابع ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إن حال الأقصوصة في زماننا هذا نشبه إلى حد كبير حال العالم الفقير ، فهي على احتوائها ما تعجز عنه باقي الأجناس الأدبية الأخرى لم تلق تقدبرها واحترامها المميزين
فنرى الأقصوصة مثلا تتحول وبقدرة ما إلى ما يشبه النكتة أو تغدو مشهدا تلفزيونيا مضحكا هدفه ربحي ونفعي .. أما أن ينظر إليها على أنها متعبة ومجهدة - والله يعطي اللي كتبها العافية - فهذا أمر قلما ونادرا ما نشاهده ...
إن الكاتب غير ملوم إذا حول قصته وأقصوصته إلى مشاهد تمثيلية أو باعها إلى أرذل الجرائد والمجلات أو دعوني أقول لا يقع عليه اللوم الأكبر .. إن اللوم الأكبر على واقعنا السياسي والإقتصادي فكلاهما مرتبط بالآخر ... عندما تريد أن تخلق كاتب من الطراز الأول فعليك أن تهيء له ما يساعده ‘ حرية التعبير / السياسي / والقدرة على العيش الحياة المرفهة / الإقتصادي /
وبرأيي الخاص أن نظرية الألم المبدع هي نظرية فاشلة تماما .. وقد برهن الزمن على فشلها .. ربما هو رأي شخصي ولكنني مقتنع به تماما ....
على كلن ... إن واقع القصة والأقصوصة هو الآن أحسن منه مما سبق .. وإن شاء الله يكون له الأفضلية في المستقبل .... ولكم جزيل الشكر

[أبو شامة المغربي]