إلى صديقي في الحسكة العزيزة..
الأستاذ القاصّ طارق شفيق حقّي ..ومنه إلى أهلنا هناك:
(( لَيتَني..))
ليتني في هذا المساءِ غَمامُ
يُترِعُ الكأسَ بالرّؤى وينامُ
حالماً، كيف يحملُ الماءَ حبّاً
لِأُباةٍ أضنَتْهُمُ الأيّامُ
يرتقي سُلّمَ الرّياحِ رويداً
ويغنّي : للظّامِئينَ السَّلامُ
ليتني غيمةٌ أرتِّبُ مائي
فوق ظهري ، ووُجْهتي الأحلامُ
أرسلُ الماءَ من صميمِ وجودي
لِتُسَرَّ الأرواحُ والأجسامُ
عَلَّني أرتمي بِجَفْنِ صغيرٍ
ناح ليلاً والشّاهدونَ نِيامُ
ليتني غيمةٌ أسيرُ لِشرقٍ
وشمالٍ، تَشُدُّني الأنسامُ
علّني أمسحُ الضّغينةَ والحِقدَ
فيَرقى - بما نرومُ - الأنامُ
ليتني غيمةٌ أُوَشْوِشُ قَمْحاً
بسهولٍ حُدُودُها الأجْرامُ
كم رغيفٍ مِنَ الجزيرةِ سَمْحٍ
قبّلَتْهُ - بما تفيضُ - الشَّامُ
أهلُ خيرٍ قلوبُهم مُترَعاتٌ
بهوى الضّيفِ، باسماتٌ.. كِرامُ
إخوتي في ذرا الجزيرةِ إنّي
مُستَهامٌ قد فاضَ منهُ الكلامُ
يا لِحزني، فكم هتفْتُ بِسِرِّي :
ليتني في هذا المساءِ غَمامُ
...............زاهرجميل قط.............