حدائِقُ الشَّوق
*****
حدَائِقُ الشَّوقِ في عَينيـكِ أَرويهـا
بشهدِ حبي وأغفـو فـي ديَاجيهـا
وكُلَّمَـا هَمَسَـتْ شَفَتـايَ قافـيـةً
سَمِعـتُ قلبَـكِ عُصفـورا يُغنيهَـا
سَمِعْتُ هَمْسَكِ يَجْمَعُنـي ويَنثُرُنـي
وما سَمِعتُ لهذا الهَمـسِ تَشبيهَـا
يَفيضُ صَوْتُكِ عَذبـاً فـي تَدَفُّقِـهِ
قصيدةً هَـام قلبـي فـي مَعانيهـا
وسِحرُ عَيْنَيـكِ أحـلامٌ تُهَدْهِدُنـي
فوقَ الرُمـوشِ لأسـرَارٍ أُحَاكيهـا
فَيُصبِحُ الشَّـوقُ أشعـاراً وأغنيـةً
وهمسَ حُبٍ تجلـى مـن قوافيهـا
حَدائقُ الشَّـوقِ وردٌ بِـتُ أزْرَعُـهُ
ليلاً فَيُنْبِتُ صُبْحَـاً فـي روَابيهـا
ويُورِقُ العُشبُ عِشْقَاً عَندَ مُدْخَلِهَـا
ويَنْفُثُ الليلُ عِطراً فـي حَوَاشيهـا
تبَسَّمَ الفَجرُ فـي لُقْيَـاكِ مُلْهِمَتـي
وقَدْ تَنَفَّسَ صُبْـحٌ فـي ضوَاحيهـا
ناجَيتُ عَينيكَ في صَحْوٍ وفي وَسَنٍ
حتَّى بَدا الدَمـعُ رَقْرَاقـاً بشاطيهـا
أهكذا الحبُ إحسَـاسٌ بـهِ ألـمٌ ؟
بِهِ ارتوَاءٌ وإن جَفَّـتْ سوَاقيهـا ؟
أهكذا الحبُ لَحْنٌ فـي ضمَائِرِنَـا ؟
لا يَقْبَلُ الحُـبُ تَدليسَـاً وتَمويهـا
حدَائِقُ الشَّوقِ بَعضُ مِـن تَشَّوقِنَـا
والعِشقُ نَارٌ وهَمْسُ الماءِ يُطفيهـا
إن لم أكُنْ شَاعِرا في وَصفِ مُلْهِمَتي
فلم أكُنْ عَاشِقَـاً بالـروحِ أفديهـا
ما قيمةُ الحُـبِ لا شـوقٌ يؤججـه
وألفُ ألـفُ سُـؤَالٍ فـي مَآقيهـا
حبيبتي يَا رَبيـعَ القَلـبِ غَاليتـي
أنتِ الحدَائِـقُ والأشـواق تُحييهـا
وأنتِ لَولَاكِ مـا فَاضَـتْ مُخَيَّلَتـي
غَيْثَاً رقيقاً وغَنَّـى كُـلُ مَـا فيهـا
فالشَّوقُ والشِّعـرُ إلهـامٌ وملهمـةٌ
ومُفرداتٌ بقلبـي لَسـتُ أُحصيهـا
لأجـلِ عَينيـكِ أشواقـي وقَافيتـي
وبَحرُ شِّعـري فبسـم الله مجريهـا
.,’.,’.,’ثروت سليم .. ,’.,’.,’