قصة قصير جدا :إلى عتمةٍ أخرى...!

لمْ يكنْ للعائلة البائسة رصيدٌ إلاّ شرفـُها وبعضُ دُرَيْهماتِ سيروم* التقاعد الشهريِّ، التي يتقاضاها الوالدُ المقعدُ ..منذ زمن ٍ، ولم تكن بنتُ التاسعة عشر ربيعا.. تدري كيف تحطمتْ خِزانة ُ أحلامِها الورديّةِ .. أحبّتْ إبنَ الجار، بكلِّ جوارحها.. بادلها عبرَ الهاتف كلامًا معسولا ومشاعرَ مفخـّخة ً..في غمرة لقاءٍ وحيدٍ، حبِلِتْ منه ولمْ تجدْ له أثرًا، بعد أنْ أبلغته بالولدِ الموعودْ..! علمتْ أنّ ما وراءَ البحر كان هاجسَه ومبتغاهْ. .
مخافة َزلزلةِ شنَبِ والدِها.. المعْقوفِ كقرنيْ كبْشٍ
- معلنًا في وضوح عن رجل ٍعالي الكعْب -
إئْتَضّتْ والدتُها المشْغُوفة ُ - منذ أنْ شقّ صدرَها الخبرُ المَشْؤُومُ - إلى دسَّها عن كلّ الأعين.
أرادتاهُ مخاضًا كاتمًا للصوت ، لكنْ..!
في الهزيع الأخير من الليل صاح المولودُ،عندما دسِقتْ مقْلتاه بنور المصباح دسْقاً .. ! أفاقتْ من سكراتِ ألمِها المُجْهـض ، إرْتسـم وجـهُ أبيها مُنْتفـــضـاً
" صَهٍ صَهٍ.. !"
.. قالتها وتحسّستْ الفاهَ ِبيُمْناها ، لتَضْغط َ فتضْغط ..!
***
...من ظلمات ثلاث عاد إلى عَتَمَة ٍ أخرى.....


·سيروم =السوائل اللي تحقن بالوريد وبالانجليزي Intra veinus fluit

القاص / أبو يونس الطيب - 2008-03-23