نظرة
... فما إن نظرت في عينيه وقد بلغ أشده، حتى أحاطت بما ظن في نفسه قد أفلح في مواراته ودسه في أعماقه، وكأنها بالرجل الماثل أمامها قد نسي أن المرأة التي أمامه قد حملته وهنا على وهن في زمن أبحرت أيامه ولياليه بعيدا، ورست آثاره في ذاكرتها مقيمة غير مسافرة ...
ثم إن الرجل ترقب عقب نظرتها تلك انسياب بعض كلماتها العذبة بلسما شافيا لجراحه، وعزاء كافيا لنزول السكينة في فؤاده، لكن المرأة آثرت الصمت على الكلام، في حين أن الرجل يعلم أن لسان حالها لو نطق مسمعا لكان ظاهر حديثه شبيها بحفيف الشجر، ولكان باطنه نظيرا لهدير البحر ...
د. أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com