أبتاه .. أبتاه
اقترب موعد زفافي
لأشد رحالي
والدي
أتذكر .. حينما قلت: الزواج سنة الحياة يا طفلتي
أجبتك غاضبة : لست مؤهلة للزواج .. أريد أن أبقى الفتاة المدللة في هذه العائلة
بوقارك المعهود ترد مبتسمًا: أتمنى رؤية أحفادي منك .. هاه
....... قبلت رأسي لتجعله بين يديك
"صغيرتي .. فلذة كبدي .. ليس من السهل على الأب أن يفقد أبنائه "
كم أحببتك يا سيدي...
بالرغم من كثرة أسفارك وجولاتك إلا أنني أشعر بقربك مني
في صغري أبيت الليل ..منتظرة ظهور الصبح حتى أراك وأقبلك
لم أعهد حنان كحنان قلبك
ترى هل – برحيلي – ستفتقدني ؟؟!
بعد هذه السنين سأتركك؟
رجل دخل حياتي سيسلبني منك
لاحت لي السعادة في عينيك حينما رأيتني أختار قصاصات فستان زفافي
لتقول لي " أينقصك شيء؟؟"
أموالي لكِ ... اختاري ما تريدين ... ما تتمنين
سامحك الله ..
أتظن أن الأموال ستغنيني عن حبك لي وعطفك علي
أحبك يا أبي
أحبك
أحبك
فراقك يؤرقني
حبيبي ..............................
قطعة منك ستترك البيت الذي آواها سبع وعشرين عامًا
حركاتها سكناتها في كل ركن منه
تحت السلم كانت تلعب
وفوق مكتبك تصفق
تلك الطفلة كَبُرت أمامك وغدت شابة في سن الزواج
كم جاء لخطبتها الرجال ... فترفض
لتختار لها زوجًا ترتاح له نفسك
. .. أعلم مم كنت وجلا..
أفسدتها بالدلال
وأنت الآن..........
تريد لها رجلا يدللها كما كنت تفعل
تخاف أن تزوجها من يظلمها
أبي
هل ستسلمني لشريك حياتي؟؟
حقا ستجعلني أذهب ؟
أنا قطعة منك أتنوي فراقي؟
طفلتك .. أنا ...
لاغنى لي عنك
في طفولتي أقف بالساعات عند باب منزلي منتظرة حضورك
حتى ترى شهادة نجاحي
الشمس تحرق وجهي .. رافضة الدخول للمنزل
كانت تأخذني الخادمة بقوة لداخل البيت
وصراخي يملؤ الأجواء " دعيني .. أبي .. أشم رائحة السيارة .. الآن سيأتي"
ماتت فرحتي في ذلك اليوم .. لم تأتي في موعدك
لأدخل داري حزينة منكسرة الخاطر وضعت رأسي على وسادتك
مستنشقة رائحة عطر العود الذي كنت تحبه
وفي نومي شعرت بيديك وهي تحمل جسدي الصغير
وحال لساني يتمتم" أأفتح عيني ,,أخاف أن لا يكون أبي ... وضعت يدي على معصمك أتحسس ساعتك
نعم هو ... هو أبي "
أفيق من نومي .. لأرتمي بين أحضانك
أيها الغالي :
تلك الصغيرة .... بعد مدة... ستمضي لحضن غيرك