"اجتثـَّـنـِـي الحاضر من الماضي عُنوة"




اجتثـَّـنـِـي الحاضر من الماضي عُـنوة
فبَكيتُ و أنـَّيْتُ و حَنـَّيْتُ
جَفـَّتِ الدموع و نسَيْتُ أين كنتُ
أضَعْتُ الحنين ...أين راح ؟ ...ما دَريْتُ
طرَدْتُ الأنين ...ما راح ...باقٍ ما فهمتُ
حيَّرَني
فـَتـَّشْتُ عن جذوته بين الثنايا
و إذا بـِطَرَفٍ مبتورٍ يلوحُ
و في موضع القطـْعِ تـَقيُحٌ و شقوق...
خَطـَّتْ :
قطعتُ منكِ ما أعطيتني إيَّاه...لن أعيده
عَوَّقـْتـُكِ بفقدٍ ، بـِعَرَجٍ ..لن تقومي بعده
لن تعرفي طعم ما عَرفـْتـِهِ معي
و لا نِصفه و لا خياله
و من الصبابة فاهنئي...
ودَّعْتـِها حين ودَّعْتِ حنينـَه
و من الكلام فارتاحي...
لسانكِ راح مع لسانه
فلن تجودي بـِغرامه و لا بأشعار غرامِه

مسكين هذا الذي جاء يرجو قرابة
ما تـُراه يَجـِدْ غير تمثال تـُرابَه
يرنو إليه بطيب كلـِمٍ ...بـِقلب يُريدَه
و الحيران حيران ...ما يلقى جوابه
يـُفتـِّشُ ، فما يلوح غير الطرف المبتور
يرفع بيانه:
مسروق ذاك مسروق من زمانه

كيف العطاء و في القلب فقده...أين جوابه؟

...جاهلٌ أنا سَيَراني ما أفقه كلامه
أو ما خَبـِرْتُ من الحديث حديثه
أو عجز نطقٍ مِن اللسان ...غرابة
و رَيْبَة سَتَسْكـُنـُه...أنِّي حجَرٌ قـُبَّاله

حرام يا قلب حرام كسر خاطره
فغـَطِّ طرفك المبتور بمعروف
بإحسان قُـدَّامه
و بعِرفان جميل ، بلطفٍ زيـِّن غلافه

يكفيك طرفكَ المبتور...فلا تزد من هَـمـِّكَ زيادة
بـِجَرحِ طرَفٍ مِن قلب الذي يرجو قرابة
و يبوح بـِحُبٍ و حبُّك بعض مُراده

فَمَالِ القلب لا يُحرِّكه المُحب ...ألا يكفي وجوده؟
وَ مَالِ القلب لا يُحرِّكه المُحب و قد ذاب قبلا صبابة
أي غموض هذا؟ بل أي موتٍ؟
زهق السؤال و ما أحْيـَتـْهُ الإجابة
بل راحت ترفع لوح البيان :
"مسروق ذاك مسروق من زمانه"
فما شَفـَتْ غليله...

هوِّن عليه يا قلب عذابه
و غُضَّ الطرف عن سُؤلٍ ما له جوابه...
و سُدَّ الفقد بتـُرْبٍ ...أدفنه تحت ترابه
و اصبر إلى حين لقياه تحت ترابه...


صبرا ...فما عرفتَ من العشق إلا عذابه
و فراقه
و ما هـَنـَيْتَ فيه بإجتماعٍ و لا لذاذة
ولا جماله
و ما كانت الحياة في لهيب حرمانه
و ما كانت الحياة في نار عذابه

إلى الصبر الجميل هروبك و نجاتك
و في الاحتساب و لحق الضمير رشادك
و كان الإله مع الصبر، بحنانه
و أنسه و أمانه
و كان الإله مع الرشاد ، بِهَدْيه
بـِنوره و حِكـْمَتِه

فتجلـَّد ...و كـُنْ كما أحب الرحمان و أراد
عساك مِن ذلك تحْظـَى بالثبات
و حُسنِ المَرَدِّ و نيل المراد