المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله الطليان
خرج وهو مثقل بالهموم يجدف في بحر أفكاره المرة والتعيسة تقول له إلام يا ابني لأتتاخر
فيرد عليها قائلا : أنتِ تعرفين أننا نعيش في سجن كبير .
خطا نحو الطريق و سأل أحد العابرين كيف يمكن الوصول الى السوق بعيدا عن القيود والحواجز فأشار عليه في سلك الشارع الواقع خلف بعض البيوت سار بخطى متكاسلة والبصر يرسل فى كل اتجاه كي يهرب من صورة السجان التي تشعل في نفسه القهر والاستعباد ,
فجأة يصيح صوت من بعيد
أنت عليك بالتوقف !
فيتسمر في مكانه ويرسل بصره نحو مصدر الصوت فإذا بالجندي الذي ومنذ طفولته يراه عند المعابر ونقاط التفتيش يخنق حريته .
ــ أرني بطاقة التصريح
ــ عد من هذا الاتجاه سوف تقابلك نقطة تفتيش عليك بعرض بطاقتك عليهم
يبتلع المرارة ويسير متردداً وعن بعد تلوح قيود الذل والإهانة فيتوقف برهةً, ثم يعاود الخطى
ـــ دورك أنت ألا تسمع؟
ـــ بماذا تفكر ؟ ابرز بطاقتك .
ـــ إلى أين أنت ذاهب؟
استعر في جوفه الغيض , واخذ يردد الى متى الى متى اقترب من الجندي وسحب منه مسدسه دخل معركة الكرامة فسقط صريعاً وهو فى نزعه الأخير بصق على الجندى الذي اقترب منه ورحل .
وقبل أن يوارى الثرى عثر في جيبه ورقة كانت ملطخة ببقع الدم كتب فيها :
وداعاً ياصفد وياحيفا !
وداعا ياجنين ويايافا !
وداعاً يا أسوار القدس العتيقة !
وداعاً لهذه الأمة
التي تعيش في
ذلٍ طال أمده .