جلس وحيدا ..غاص في عالم الحنين ..في عالم طفولته ..راح يخاطب نفسه كأنه مجنونا ...قال : مابك أيتها النفس أنت دائما حزينة كيئبة ؟
قالت له : وهي كيئبة وكيف لا أتألم والسواد يلف بلادي . ألا ترى ماحل ببلادي ؟
قال : لا لا ..هذا سبب ضعيف لحزنك أنت تعانين من قسوة الطبيعة وبرودة الشتاء ومن حر الصيف ..ها ...ها...ها ..هي أمرحي والعبي ..كني جميلة الروح والقلب ...هي ..
قالت : بحزن والدمع يسيل على الخد .أنت لاتعرف ما يؤلمني أنا حزينة ..أنا أشعر بالألم يعصر وجداني ..أنا أشعر بثقل الليالي ..أشعر بعتمة اليل الحالك...أشعر بنبضات قلبي تزداد....أشعر بحزن عميق داخل كيان....
....قال : أنت تهذين ...أنت لا تصبرين ...أنت لا تعيشين ...نهارك ليل وليلك ظلام ...
قالت : لقد ضاع شبابي وأشتعل الرأس شيبا وطهر العيب ..وظهري يؤلمني وقلبي يتمزق حزنا على مضي أيام الربيع ..أيام طفولتي...أيام الفرح والحبور والسرور..أيام السعادة....
قال : هكذا هي الحياة ...الكل يعاني ....لاتحزني على ما فات لقد مضت حمسة عقود فلا تجعلي بقية عمرك كآبة وظلام ..وحزنا والأما .... كوني سعيدة وعيشي حياة رغيدة
قالت : صدقت والله لكن القلب حزين لا أدري ما أفعل !
سالت دموعها ...وتبسمت قائلة : ما أقسى الحياة ! وما أجملها ولكن.......