طلبت معلمة مادة الرسم من تلميذات الصف الرابع الابتدائي لوحة فنية ترسمها الطالبة في غضون خمس وأربعون دقيقة ليتم عرضها على لوحة الانجاز المدرسية .
وفي أثناء مرور المعلمة لتفقد أعمال التلميذات فوجئت بلوحة غريبة قامت إحدى الصغيرات بإنهائها
لو سألت أحد القراء عما قد ترسمه طفلة في الصف الرابع الإبتدائي...!!!
ربما كانت الإجابة " زهرة ... نحلة .... الخ"
لكن ما رُسم غير ذلك تمامًا.
اللوحة كانت عبارة عن قلم أسود يسيل منه حبرًا قاتم اللون " أسود " على سوار في يد صغيرة
العمل عجيب ... ولكن الغرابة ليست هنا
عبثا سألنا تلك الرسامة الصغيرة عن ماهية الرسمة
طبعًا في البداية كنا نظنها خربشات أو صورة حاولت التلميذة تقليدها
لكن الإجابة غير ما كنا نتوقع
قالت وهي تنظر إلى طاولتها " هذا هو مصيري وما سيكون عليه حالي في الأيام المقبلة " " طبعا باللهجة الدارجة"
ذهلنا جميعا من هذه الإجابة ومما زاد من الدهشة أن تلك العبارات صدرت من لسان طفلة صغيرة .. صغيرة جدا
من في مثل عمرها لا يفكر بتلك الطريقة أبدا
أصابتني رعشة قوية جراء ما سمعت .. فخرجت من الغرفة وطلبت من معلمتها أن تخبر المرشدة الطلابية بالأمر
طبعا هناك سبب لما قالته تلك الناشئة
سأخبركم ... ولكن ليس هذا هو المهم الآن ...
سؤالي : هل تكشف الرسوم التي يرسمها الفنان عن شخصيته ؟
أتعبر الرسومات حقا عن حالة نفسية يمر بها الرسام ؟
أتكون – في بعض الأحيان – صورة مطابقة لحياته أو لظرف معين قد مر به؟
يُجزم بعض الخبراء النفسيين على وجود مثل تلك العلاقة بل إن البعض منهم بالغ بأن جعل تلك الرسوم جزء من حياة الرسام بل إنها مطابقة لحالته النفسية
وكل لوحة هي بالضرورة صورة لما في نفس الفنان من حزن أو فرح أو....................
لا أعلم ... حقا ...إنني مذهولة .... أفيق من نومي والخوف يحيط بي
أي ألم لازم تلك الطفلة ليجعلها ترسم تلك اللوحة
ربما تتسائلون ...
ما عرفناه فيما بعد
أن الأب طرد أم بناته من البيت وطلقها أمام مرأى من الجميع ليتزوج بأخرى
يبدو أن الزوجة الثانية لا تحسن معاملة البنات أو أن الصغيرة تنبأت بحدوث ذلك
القصة طويلة ولا يسعني ذكرها
تحية طيبة " نوفه "