كانت لاتفارقه وهو مستلق على أريكته ، لاتبخل عليه بقصائد جميلة....
كانت تتغنى بعينيه وتركز عليهما ،لا أعرف لماذا ،سمعتها يوما تقول.....
عـيـون المهى بين الرصافـة والجسر...
جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري.
خليليّ مـا أحـلى الـهـوى وأمـرّه...
وأعرفني بالـحلو مـنه وبـالـمــرِّ.
غلبني الضحك ،وتراجعت حتى لا يحس بي أحد....
كنت أقف بعيد ا وأستمع إلى مجاملاتها ،التي تجعل من صاحبنا غزالا ، فينتشي ويركبه
الغرور ،ويشعر بالغبطة والانشراح فيدخل يده في صندوقه الخشبي ، وينثرها بالقطع الذهبية
التي لا يجود بها على أحد....وتتوالى زيارات شهرزاد وشهريار لا يتوقف عن كرمه وسخائه...
وذات يوم ،أدخل يده فوجد الصندوق فارغا ،فاغتاضت شهرزاد وقالت له...
رأيتك أعمى العين والقلب ممسكا ... وما خير أعمى القلب والعين يبخل
فلو صم تمت لعنة الله كلها ... عليه وما فيه من الشر أفضل
صمت شهريار عن الكلام ، وكأنما كان في حلم....
أما شهرزاد فهامت في الأرض تبحث عن عيون المهى و ...
غادرت المكان وصورة الرجل لا تفارقني وقد عانق الخيبة......
وصدمته الحقيقة....