حفار القبور
رجل يلف عمامة كانت بيضاء
فقدت لونها لانه كلما هم بحفر قبر وضعها على رأس الميت المجاور...
يمسح بها عرقه...ينزل بها الاموات...تتوسطه حزاما حين يتعب من الحفرلتشد أزره...
وحده ـ الا من ذكريات قبور موتاه ـ كان يفترش حصيرا من سعف النخيل...
وحده ظل يفترش ـ فى عصر العولمة ! ـ حصيرا بلاستيكيا...كأنه يروض جنبه على خشونة القبر...
يتذكر كيف كان يحفر اكثر من قبرـ جياع ...شهداء..ـ لأكثر من مقاس...
ظل وحده يتأمل كيف أصبح بالكاد يحفر قبرا لأصغر مقاس،دون ان ينزع عمامته التى ظلت بيضاء...
ارتجف كأنها اول مرة تخطر بباله،حين فكر... متى سيحفر ـ بضم الياء ـ قبر على مقاسه