قالت أمي وهي كلها حيوية ونشاط هدا اليوم
_سأصنع لكم حلوى عجيبة لم تروها من قبل.
أمي مبدعة في فنون الطبخ والحلوى أدنها ملتصقة بجميع برامج الطبخ التي تقدم عبر شاشات الوطن وأحيانا قنوات أجنبية. القلم والأوراق دائما في جيوبها وكلما أعجبت بوصفة إلا وانهمكت في الحين في تدوينها.تجرب بعض الوصفات أحيانا وتعدل عن تجريب أخرى إما لضيق الوقت أو لعدم توفر إمكانات مادية.
عندما تشرع أمي في تهيئ حلوى أو أكلة جديدة تعمل على توزيع المهام وتقسيم الأعباء في البيت .البعض يتكلف بالتنظيف والبعض الآخر بالصابون وهناك من يكلف بالتبضع من الدكان المجاور.
طرحت أمي فوق الطاولة كل أشياءها وبدأت في عمليات الإضافة طحين. بيض . لوز.ماء مغلى .خميرة....تقوم بهده الحركات وهي تدندن بعض المقطوعات الغنائية منسجمة مع المذياع الذي يعتبر انيسها في أشغالها المنزلية.
تنتهي من عملية التحضير . تضع الحلوى بداخل الفرن. تأمر الأخت أن تخرج الغسيل من الغسالة ونشره على السطوح .تكلف الأخ الأصغر أن يحضر عصيرا من الدكان المجاور.
لم تبق إلا دقائق معدودة لإخراج الحلوى من الفرن التي بدأت رائحتها تعبق المكان.
دقات جرس الباب, لا احد يفتح الباب .تضطر الأم إلى التوجه إلى الخارج لتجد بائع الديكورات المستوردة ينتظرها. أمي تعشق هده التحف الصغيرة بل تطلب دائما الكثير منها والبائع يلبي دائما طلبها..تبدأ في اختيار ما يناسب دوقها وتضعه جانبا ..في هده اللحظة تنزل الأخت من السطح لتدخل إلى البيت وهي تصيح:
_أمي أمي رائحة الحريق ...رائحة الحريق تنبعث من الفرن.
تسقط الأم كل ما بيدها وتهرول مسرعة إلى داخل البيت الذي تحول إلى دخان يحجب الرؤية لتجد صعوبة في الوصول إلى الفرن.
تطفئ الفرن وكلها غضب تفتح أبوابه لتخرج شيئا عجيبا لم نره من قبل .