سلم الإمام ، لكن الشاب قام لإتمام صلاته بزيادة ركعتين . كان مسبوقا و وضع العلبة الصغيرة أمامه ثم شرع في الصلاة في اطمئنان ،وما إن سجد حتى انقض ولد في مقتبل العمر على علبة الشاب المسكين،والظاهر أنه كان يتعقبه ،وشاهده لما وضع النقود فبها .... لم يقطع الشاب الصلاة بل واصلها بخشوع وإيمان رغم أن ما سلب منه تعب جهده وأجر ما باعه من صنعته ،كان اللص يجري داخل المسجد كالبرق ،لكن أحد المصلين رآه فاعترض طريقه ، وأمسك به وأسقطه أرضا فارتمت العلبة من يديه وألقوا عليه القبض ،والشاب مايزال في صلاته لا يأبه بماحدث ...تقدم الفقيه عبد الجبار من اللص، وصاح في وجهه...سبق أن سرقت من المسجد وعفونا عنك ، واليوم سنعاقبك...بدأ اللص يستعطف ويقبل الأيادي ، لكن الفقيه كان مصمما على تأديبه،وبعد تسليم الأمانة لصاحبها طرح اللص أرضا وشده معه بعض المصلين ، وأشبعه ضربا على ظهره بسوطه ثم أطلق سراحه ....ومن ذلك اليوم لم يعد أحد يسرق من ذلك المسجد ....لأن فقيهه كان يجلد اللصوص....