بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
في رأيي ليست المسألة مسألة جرأة بقدر ما هي مسألة إيمان
و الحديث المروي عن رسول الله صلى الله عليه و سلم يدعم هذا الرأي بقوة ..
أقصد حديث النهي عن المنكر بالسنان أو باللسان أو بالقلب و ذلك أضعف الإيمان ..
هل اصبحت كلمة الحق في ايامنا هذه تؤدي بنا الى التهلكه هل يجب علينا ان ننافق ونكذب ونصف القبيح بالحسن
من وصايا لقمان الحكيم لابنه :
يقول الله تعالى :
يا بني أقم الصلاة و أمر بالمعروف
و انه عن المنكر و اصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور
فقد عَطَفَ الصبر (على ما يصيبه) على النهي عن المنكر مما يجعلهما متلازمين ..
بمعنى أنه إذا تصدَّرْتَ للنهي عن المنكر فعليك أن تتسلّح أوّلاً بالصبر لأنّ ما أقدمْت عليه
يستلزم وقوع المكاره بنص القرآن و الله أعلم ..
و قلّما وُجِدَ عبر التاريخ من ينهى عن المنكر دون أن يمسّه البلاء و تحفّ به المكاره
بل و قد يصل الأمر إلى حد التهلكة الظاهرية و كمثال على ذلك قصة الرجل الذي نصح أهل القرية
وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين * اتبعوا من لا يسألكم أجراً وهم مهتدون * ومالي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون * أأتخذ من دونه، آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئاً ولا ينقذون * إني إذاً لفي ضلال مبين * إني آمنت بربكم فاسمعون * قيل ادخل الجنة، قال يا ليت قومي يعلمون * بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين * وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين * إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون
و قد قتله قومه على الفور ..
و كان من قوة إيمان الرجل أن نصحهم حيّـــاً و ميتا ...
و الله ولي التوفيق