المشاركة الاولى

وعادت شهرزاد


***
وعادتْ شــهرزادُ وفى يديها
بقايا من طـلاءٍ فى الأظافرْ
وعادت فى قطــارٍ من حديدٍ
على قضبانهِ ..جثثُ المشاعرْ
وتحْمِــــلُ فى حقيبتِها قلوباً
ورنّةَ هاتفٍ من صوتِ طائرْ
وألواناً وأصباغاَ ومشـــطاً
وزهراً من زجاجٍ والسجائرْ
وجاءتْ فى عجالةِ مَنْ تراهـا
إلى الأسواقِ مسـرعةً تغادرْ
وعادت فى لُحيظاتٍ قصــارٍ
لتشـربَ حبنًّا مثلَ العصائرْ
وكيفَ لها وقدْ كانتْ بليلٍ
وألفٍ من لياليها تقامــــرْ
يكاد السيف ينهل من دماها
فتحكى قصــةً خوفَ الدوائرْ
وكانِ صيــاحُ ديكٍ يفتديها
فيدركها الصباحُ بلا خسـائرْ
وعادتْ فى ثيــابٍ لا أراها
كأن القحـطَ قد قتلَ البيادرْ
بلا خوفٍ هنا دخلت بلاطـى
فمسرورُ استقالَ الأمسَ سافرْ
لتبحثَ عن بقايا من غــرامٍ
فتجلسُ خلفَ أحزانِ الستائر
تحاولُ رســـمَ أقداماً لقلبى
على أطـلالِ أوراقِ الدفاترْ
تخطُّ خطـــوطها ليلاً بحرصٍ
وتحسبُ فى الزوايا بالمساطرْ
أتنجحُ شهرزاد بقنــص قلبى
أم الأحلامُ تعبثُ فى الخواطرْ

******


المشاركة الثانية



وعاد شهريار
***
وعادَ شهْريارُ بعْدَ الســـــفرْ
يزورُ شوقاً شــــــرفاتِ القمرْ
يقبّلُ الأنــــــوارَ فى خدرِها
يَسـْـــــألُ عن غرامهِ المُنتظرْ
يحــــادثُ الليلَ ...وفى رقــةٍ
يحضنُ نــــورَ البدرِ تحتَ المطرْ
يطوفُ حولَ عتباتِ الهــــوى
يبحثُ بين ردهاتِ القــــــدرْ
فالعشـــــقُ نورٌ فى حياة الفتى
لا كانت العينُ بدون النظـــــرْ
***
قدْ عادَ من أسطورةٍ سُـــطّرتٍْ
فى كتبِ التاريخِ أعمـــــى البصرْ
وخلفَهُ دمُ العـــــذارى جرى
يطاردُ القاتلَ حــــــتى يقـرّْ
فقالَ: ماكنتُ لهــــــنْ قاتلا
فالطيرُ إن يؤســــرْ فقدْ ينتحرْ
أنا قتيلُ شـــــــهرزادَ الذى
لألفِ ليلةٍ عليــــــــها صبرْ
ســـــلوا الرواياتِ ففى كهفها
قلبى البرئُ فى دجاها اقشــــعرْ
كنتُ طـــــريدُ قصصٍ كلّها
عن الذئابِ يذبحون البشـــــرْ
كم خفتُ من جـــنٍّ أرى عينَها
تمضغُ قلبى بلسانِ الشــــــررْ
ومن عفاريتٍ تُحيلُ الدجـــى
رعباً وناراً فى دمى تســـــــتعرْ
لا تنبشـــــوا تحت ثرى مهجتى
فالجرح فى الشــــريان لم يندثر
***
وعادَ شـــــهريارُ فى عصرنا
كأنه غصنٌ رماهُ الشــــــجرْ
يبحثُ فى البســــتان عن وردةٍ
والوردُ أمســـــى عاشقاً للحجرْ
يســـــألُ نجمَ الليلِ عن بدرهِ
والليلُ خانَ الحُلــــمَ خانَ السَحَرْ
فيسألُ الســـــمّارَ عن نغْمةٍ
والعــــــودُ للضوضاءِ باعَ الوتر
***
يا شهريارُ لا تلمْ عصـــــرنا
فشهرزادُ قلبُها قد ضمــــــرْ
أرحــــلْ إلى ماضيك أسطورةً
لم يبقَ فى أيامنِا غيرُ الضجـــــرْ

******



المشاركة الثالثة



أراهُ يموت
***
أراهُ يموتُ أمامى صبيا
ولستُ إلاهاً يغيّرُ مجرى القدرْ
وماكنتُ يوماً نبيا
ولا أملكُ المعجزاتْ
ولستُ وليّا
يُجابُ دعاؤُهُ فى الصلواتْ
فكيف سأُنقذُ حباً نديا
يموتُ بلا زفرات
***
أراهُ يموتُ أمامى
وجسماً تمدّدَ فوقَ سريرِ الغروبْ
وزُرقةَ ليلٍ تُقبّلُ صمتَ الشفاهْ
كطفلٍ يموتُ بداءِ القلوبْ
ففى ذى الحياهْ
يسودُ الخريفُ جميعَ الفصولْ
وتذبلُ حتى رياحُ الجنوبْ
تموتُ الطفولةُ قبلَ اقترافِ الذنوبْ
...
أراهُ يَمُدُّ إلىّ يديهِ
ويطلبُ آخرَ جرعةِ ماءْ
ونهرى يُعانى جفافَ النضوبْ
فلا أستطيعُ ......
ولا أستطيعُ الهروبْ
فويلى أراهْ
تراختْ يداهْ
تراختْ يداهْ
***
أراهُ يموتُ أمامى
وينزفُ من كلِ جُرحٍ
بقايا بقايا المشاعرْ
أراهُ يُغادرْ
وثلجٌ يُجَمّدُ كلَ الحروفْ
وصمتٌ تراكمَ فوقَ الحناجرْ
وعينٌ تحاولُ إمساك آخرَ ضوءٍ
قُبيلَ الغروبْ
وعينٌ تعانى ظلامَ الأواخرْ
فكيفَ أُضمدُ جُرحاً أراهْ
وفى رئتيهِ الخناجرْ
***
أراهُ بآخرِ شهقةِ روحٍ يقامرْ
وينظرُ نحوكِ قبلَ الرحيلْ
لعلََّ فؤادَك ينبسُ نبضاً
لعلَّ بصدرِك تصحو البصائرْ
لعلَّ بعينِك يحيا بريقٌ
ونجمٌ يعودُ ينيرُ الدياجرْ
وما من جوابٍ
وما من مجيبْ
فبستانُ قلبِك أصبحَ عاقرْ
***
أراهُ يموتُ أمامى
لقيطاً
رماهُ الظلامُ البهيمْ
يتيماً
جفتهُ النجومْ
فإنْ تاه قلبُ الزمانِ الرحيمْ
فليسَ هنالكَ بينَ البشرْ
قلوباً ..تراعى اللقيطَ اليتيمْ
***
بُعَيْدَ الرحيلْ
تعثرَ قلبى بأشلاءِ روحِ القتيلْ
وخاضَ بنهرِ النزيفْ
يلملمُ أوجاعَ صمتِ الحروفْ
ليدفنَ باقى بواقى المشاعرْ
لعلّى أعودُ بظلمةِ باكرْ
لأزرفَ نبضاً على عتبات المقابرْ
******



الشاعر فى سطور

-الاسم : دكتور إبراهيم عبد الحليم محمد أبو زيد
-اسم الشهرة : دكتور إبراهيم أبو زيد
-بكالوريوس طب وجراحة جامعة الإسكندرية
دبلوم الاشعة التشخيصية جامعة الازهر
-صاحب ومدير مستشفى دكتور إبراهيم أبو زيد
-يكتب الشعر العمودى وشعر التفعيلة
-كان أمينًا للجنة الثقافية بكلية الطب جامعة الإسكندرية
-حصل على المركز الأول على مستوى الجامعة فى الشعر
-حصل على درع الجامعة فى مسابقة الشعر بمنتدى كلية الزراعة
-عضو المنتدى الثقافى كلية الزراعة جامعة الإسكندرية
-عضو المنتدى الثقافى بيت الشعراء بالإسكندرية
-عضو رابطة الزجالين وكتاب الأغانى
-عضو رابطة الأدباء العرب بالأردن
-عضو جمعية المبدعين والمفكرين
-ينشر شعره فى الصحف والمجلات المصرية والاجنبية
وأذيع شعره فى الإذاعة والتلفزيون فى حفل شعراء الأعلام وتكريم رواد الحركة الشعرية بالإسكندرية