صرخة حرة في حين تعالت الصرخات من حكام و مثقفين عرب لتعطي الحق للجلاد ضد الضحية
صرخة حرة من رجل حر
"لحزب الله الحق في محاربة الارهابيين الصهاينة"
كان هناك مغزى تاريخي كبير في خروج الجماهير الى الشوارع السبت الماضي الموافق ل22 جويلية تضامنا مع الشعب اللبناني و الفلسطيني.
فهذا التاريخ هو الموافق لذكرى تفجير "فندق الملك داوود" من طرف عصابة "ارغون الصهيونية" في الأراضي المحتلة كجزء من مخططهم لإقامة دولة إسرائيل.
الهجوم الذي خلف 92 قتيلا معظمهم من المدنيين من بينهم 17 يهوديا خطط من طرف زعيم عصابة "ارغون" 'مناحيم بيغن' الذي أصبح رئيسا لوزراء إسرائيل مرتين بعد ذلك في تاريخ هاته الدولة.وفي فترة ولايته الثانية شاهدنا اشتياحا محدودا لجنوب لبنان سرعان ما تحول الى اشتياح لبلد كامل مخلفا آلافا من الضحايا الأبرياء.
اذا .حتى اذا اجمع جل المعلقين على ان سبب الحرب الأخيرة يعود إلى اسر حزب الله لجنديين إسرائيليين منذ بضعة أسابيع .إلا ان الحقيقة هي ابعد من ذلك.و تذهب الى عقود طويلة من الزمن .حتى قبل غزو لبنان عام 1982 و تشكل حزب الله كحركة مقاومة.بل حتى قبل عام 1948 و إقامة دولة إسرائيل و تشريد 750.000 فلسطيني من ديارهم.
فالعدوان لم يبدأ اذا في 2006 بل في 1917 عندما أعطى وزير الخارجية البريطاني "المعادي للسامية" آنذاك السير"ارثير جيمس بلفور" وعدا باسم الشعب البريطاني للقادة الصهيونيين بإنشاء وطن بديل لهم على حساب شعب ثالث في الأراضي الفلسطينية.
فقد كان هناك إحياء لذكرى تفجير فندق "الملك داوود" الأسبوع الماضي في الأراضي المحتلة.لكن المفارقة ان المحيون لم يكونوا الضحايا بل كانوا الجناة.
فجنبا الى جنب مع من بقوا أحياء من أعضاء عصابة' ارغون' و بحضور بعض الأصدقاء من سي ان ان و البي بي سي لحضور الحدث وقف وزير خارجية إسرائيل السابق"بنيامين نتانياهو" وقال للصحافيين"انه من المهم جدا التمييز بين الإرهابيين و المقاتلين من اجل الحرية. التمييز بين الإرهاب و العمل العسكري المشروع".
كلام هو لب الصواب ولهذا ليس لدي أدنى شك في ان حزب الله هو حركة مقاومة لبنانية مشروعة ولم يكن أبدا يوما منظمة إرهابية.
فما لا تستطيع الولايات المتحدة ان تغفره لحزب الله هو دحره للاحتلال الإسرائيلي سنة2000 بعد 18 سنة احتلال و تحريره لجميع الأراضي اللبنانية باستثناء مزارع شبعا و هذا ما أعطاه مكانة في النسيج الطائفي و المذهبي اللبناني و في الشرق الأوسط كمعادلة صعبة داخل الإستراتيجية الأمريكية و الإسرائيلية و البريطانية و التي تقوم على محاولة تفجير هذه الصراعات الطائفية كجزء من مخططها الأخير في "الحرب على الإرهاب".
وكما يتراءى فالبريطانيون و الأمريكيون كانو فقط بالأمس القريب محررين للمسلمين الشيعة في العراق من هيمنة السنة .فمعارضة الاحتلال كانت مجرد افتراض."فقط اعمال القتل البشعة للمتطرفين السنة و للرافضة" حيث قام المحتلون بتغذية الانقسامات الاثنية و المذهبية في محاولة لدرء أي جبهة للمقاومة الوطنية.و الآن نفس القوى الامبريالية بمساعدة دماها المحليين تقوم بنفس الدور على صعيد الشرق الأوسط تاركين حزب الله وحده معزولا في مواجهة الاعتداء الإسرائيلي.
ويقال لنا اليوم ان معاناة الشيعة جنوب العراق هم جزء من هلال شيعي شرير من شانه ان يمد الشيعة من ايران عبر العراق وسوريا الى لبنان.و الرؤساء الدمى و الملوك الفاسدين الذين حكموا الشرق الاوسط من وجه لآخر وبدون استثناء تقريبا يرددون نفس النغمة . ان صعود حزب الله سيجعل له مكانة كبيرة عند العرب سنة وشيعة .مسلمين و مسيحيين.
و مثل الجميع "جورج بوش و طوني بلير" يرددون على مذابح الأطفال اللبنانيين على "ان لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها و ان كل من يحارب الإرهاب هو على صواب".
و هذا ما يضاعف من اهمية الحركة المناهضة للحرب و ان نقول بكل وضوح" لكي تنادي للسلام عليك ان تحقق العدالة و التي بدونها لا يمكن ان يكون سلام.ولكي تكون مع العدالة عليك ان تنحاز ضد الظلم .فالغزو الإسرائيلي للبنان ما هو؟ .انه الظلم الرهيب.
أنا مع المقاومة لأجل العدالة.وحزب الله يقود هاته المقاومة.فانا لا أتردد في ان أقول ولبلير ولمستشاريه القانونيين ان يدونوا.
"انا أمجد هاته المقاومة"
"انا امجد المقاومة الوطنية لحزب الله"
"أنا امجد قائد المقاومة الشيخ نصر الله"
جورج غالوي
ترجمة رزاق الجزائري.
المقال الاصلي
http://www.socialistworker.co.uk/art...rticle_id=9334