اساتذتى الافاضل
الان اسمحوا لى ان اعود الى الستينيات من القرن الماضى وتحديدا الى اعوام 1960 _ 1965

الخطه المصريه للنهوض بمصر وكان قد تم التخطيط على النهوض بمصر من خلال خطط تستغرق كل منها خمسه اعوام يحدد لها هدف يجرى تنفيذه

وفى خلال هذه الخطه (1960_ 1965 )
تم بناء السد العالى ومجمع الحديد والصلب ومجمع الالمونيوم وات انشاء العديد من المدارس والمعاهد العليا وتم انشاء العديد من المصانع الحربيه لانتاج الصواريخ والطائرات بمعاونه الاتحاد السوفيتى وتم الاستعانه بالعديد من العلماء الالمان الذين فروا الى مختلف دول العالم بعد انهيار الرايخ الالمانى عقب الحرب العالميه الثانيه

وكانت تلك الخطه الخمسيه من انجح الخطط فى تاريخ مصر
وتذكر الغرب قصه محمد على وعادت الى الاذهان ذكرى صلاح الدين خاصه وقادة مصر الثورة قد تبنوا فكرة القوميه العربيه وحلم الوحدة العربيه
وشنوا حربا شعواء على فكرة الاحلاف العسكريه مع الغرب بقيادة امريكا واعلنوا عداءهم السافر لاسرائيل واعلنوا عن عزمهم على العمل على تحرير فلسطين

وكانت معاونه الاتحاد السوفيتى لمصر وقيادتها لمحاربه انتشار النفوذ الامريكى فى العالم العربى وعلى امل ان تكون تلك المعاونه حافزا لنشر الفكر الشيوعى فى العالم العربى
ولكن رفض الشعوب العربيه والقيادات العربيه للفكر الشيوعى ومحاربتها له جعل القيادة الروسيه تدرك ان نجاح مصر فى نهضتها يعنى القضاء على اى امل فى نشر الفكر الشيوعى

وهكذا
اتفقت مصالح الغرب بقيادة امريكا الساعى الى تقسيم العالم العربى والراغب فى الاستيلاء على الثروات العربيه والراغب فى تدمير النهضه المصريه قبل ان تكتمل كل عناصرها

مع مصالح اسرائيل التى ترغب فى القضاء على النهضه المصريه قبل ان تتحول الى خطر حقيقى عليها والراغبه ايضا فى احتلال جزء جديد من الارضى العربيه كخطوة جديدة فى طريق انشاء اسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات

مع مصالح الاتحاد السوفيتى فى اضعاف مصر حتى تظل خاضعه لنفوذه تحت ضغط الحاجه

وهكذا اتفقت كل الاطراف على حتميه ضرب مصر والامه العربيه

ورغم وضوح كل ذلك امام كل القيادات العربيه
الا انها اعلنت انها فوجئت بالحرب !!!!!!!!

وهكذا بدات حرب يونيو 1967 وانتهت
وكانت الهزيمه البشعه هى ما حصده العرب نتيجه تغافلهم

وقرر الرئيس المصرى عبد الناصر التنحى عن كل مناصبه واعلن انه يتحمل المسئوليه كامله عن كل ما حدث

وجلس موشى ديان وزير دفاع اسرائيل وبطلها القومى فى حديقه منزله بتل ابيب ليعلن على العالم كله رقم تليفون منزله وانه ينتظر مكالمه الاستسلام من القاهرة

ولكن ايزيس كان لها رأى آخر
جاء رد القاهرة سريعا
خرجت جماهير الشعب المصرى كله عن بكره ابيها وهى تصرخ بكلمه واحده
حنحارب ..حنحارب ..حنحارب
نعم رفضت جكاهير الشعب المصرى كله استقاله عبد الناصر وامرته ان يظل على راس القافله حتى الثأر
وانصاع عبد الناصر وخضع لاراده الشعب المصرى
حنحارب ..حنحارب ..حنحارب
انها صرخه مخاض لشعب عظيم رفض الاستسلام رغم مرارة الهزيمه العسكريه
وفى اكتوبر 1973
وبعد سته اعوام فقط من الهزيمه
ولد النصر الذى كانت لحظه مخاضه فى التاسع والعاشر من يونيو 1967

نلتقى غدا
جمال النجار