الأريكة
من سيشرب بعدي من هذه الكأس؟ كان مزاقها رائعًا حقًا أعرف أن ولدي الأكبر سيختار الأريكة ويجلس مكاني.
زوجتي ستمزق ثوبها، تحل ضفائرها، تعفر وجهها في التراب ثم رويدا رويدا تداوم على التباهي بمصاغها وتتبختر في الحي مرة أخرى بزيها الراقي.
لماذا أخشى على كتبي وأوراقي؟ ماذا سيفعلون بها؟ أتمنى أن يحتفظ بها أحدهم، ويحافظ على عادتي في تلميع زجاج المكتبة، وتغليف الكتب المهترئة, ترى من سيهتم بمجموعة من الأوراق تحوي أسراري وحديثا احتفظت به لنفسي؟ ربما سيكون مكانها في أقرب صندوق للنفايات أو ربما تصبح كلماتي بعد رحيلي أثمن وذات قيمة.
أسيقتسمون الدار، أم أنهم سيقررون بيعه والاستفادة بالمال كل على طريقته؟ ليتهم يتركون (تكعيبة العنب) مكانها ويعودون كل يوم ليسقوها.
لماذا لا يتفقون على بقاء الدار؟ لا أعرف ظروفهم ساعتها ولست متأكدًا من قراراتهم، لكنني أحب سريري وملاءتي عليها أعشاب البحر وأتوق إلي وسادتي وقلمي الحبر.
لماذا لا أسأل نفسي أولًا متى سيصلون إليَّ ويعلمون برحيلي؟ باب الشقة مغلق، وأنا فوق الأريكة قعيد في الشرفة، والجو حار رطب وحتمًا سيعلم الجيران، سيلاحظون استمراري في الجلوس، وعدم وجود خادمي.
لا داعي للتفكير، كل شيء سيحدث طبقًا لظروفه الطارئي وساعتها سأتحول حتمًا إلى شيء لا قيمة له.
ها أنذاأموت دافئا فوق أريكتي، أرى الشمس بوضوح وأبصر أبنائي يتحلقون حول عنقي يغمرونني بالقبلات.
زوجتي تقترب مني بكوب الشاي بالحليب، ما أشهاك صباحًا ومساءً يملؤني النظر إليك عافية أعرف أن هذا ليس وقت المداعبات والغزل ولكنني أتوق إلى أن أضمها إلى صدري، وأمرر أصابعي بين خصلات شعرها البني.
أعلم أن أصابعي ترتعش وشعرها لم يعد بُنيًا، ماذا لو حاولت مقاومة رغبتي في البقاء فوق الأريكة؟
جرس الباب يدق (يرن) لا لن يكون الخادم لأن المفتاح معه هل هو أحد أبنائي اشتاق إليَّ؟ لماذا لم أسمع صوته ينادي عليَّ؟ هل أرد بصوت عالٍ عله ينتبه إليَّ في الشرفة؟ هل كل ما يحدث محض وهم أخير دخلت إليه ليتني أعرف!