ظل المكي يجول ويبحث في أرض الله الواسعة عن امرأة توافقه في بخله ، إلى أن اهتدى إلى ابنة شيخ يعلم فن البخل والتقتير ببلدة بعيدة جدا..
تهلل الرجل فرحا وسابق الريح إلى مقر الشيخ ،لم تثن صاحبنا المسافات البعيدة بل دأب على مواصلة الرحلة التي دامت عشرة أيام كاملة...
استقبله الشيخ القلدة استقبالا يليق بتخصص الشيخ ،ولما علم بقصد المكي وبعد قبول ابنتة وافق الشيخ على هذا الزواج ،شرط ألا يكون هناك حفل ولا أية خسارة.....
كاد المكي أن يطير من الفرح وتعاظم سروره لما علم من الشيخ أن الابنة تشم الطعام وتشبع ولن يخسر معها شيئا....
هاهي الزوجة قد حلت ببيت الزوج، وتقرب الطعام إليها
وتقول..الحمدلله لقد شبعت...
كان المكي يرقص من الفرح ،لأن هذه المرأة ستجعله يوفر الكثير....
دار الحديث بينه وبين أصدقائه ،فأكدوا له أن ما تدعيه زوجته
غير ممكن ،فقرر متابعتها بدون أن تشعر به ....وقال لها...
سأسافر حالا وسأعود في الغد بحول الله ...
لم يغادر الزوج البيت بل اختبأ في زاوية وبدأ يراقب زوجته
لم يصدق نفسه وتعجب لما شاهد وبعد ساعات خرج من مخبئه
وقالت له الزوجة...ألم تسافر؟؟؟؟؟؟
رد عليها....اسكتي...سقط علي ثلج أبيض مثل طنجرة الروز الذي أكلت،
لو لم أختبىء وراء حائط بقدر الخبزة التي أكلت ،لصرت مبللا مثل الديك الهندي الذي شويت.....
فهمت الزوجة ألغاز المكي وتبسمت قائلة.....لولم أقل لك ذلك لما تزوجتني،
وابنك القادم هو من أوحى الي بذلك...
ضحك الرجل وقال....مرحبا به ،وسأطلق البخل طلاق الثلاث....
واستغرقا في الضحك...