النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: حتى البائعات في بلاد العرب.. صناعة صينية

  1. #1 حتى البائعات في بلاد العرب.. صناعة صينية 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,620
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10

    وصلنا للمربد :


    حتى البائعات في بلاد العرب.. صناعة صينية

    كتبه : علي عبدالعال
    Aly_abdelal@yahoo.com

    "اشتري اشتري.. وفي فصال في فصال" بطريقة جميلة قالتها ابنة شقيقتي، وهي تروي لي ما شد انتباهها من أمر هؤلاء البائعات الصينيات اللاتي يطرقن الأبواب في مصر يعرضن ملابس العرائس وسلع أخرى، رخيصة، وجيدة، وجميلة.

    وهي قصة تحكي مظهر جديد من مظاهر الغزو التجاري ــ وربما الثقافي ــ الصيني لبلادنا، وهو مظهر ما إن تتعرض له حتى يترك في نفسك أحاسيس عديدة متناقضة. فأنت ربما تحبه وتشجعه لأنك تتعاطف مع هذا الزائر الذي قطع البحار والجبال والفيافي والقفار، وأتى إليك من مشارق الأرض يعرض عليك ما أنتجته (ماكينات) بلاده خاصة وأن هذه المنتجات رخيصة، وجيدة، وجميلة.

    وأنت أيضاً تحسده، وربما تحقد عليه، وأكيد سوف تنتابك المخاوف من هذا الطارق الذي يعرف حاجتك إليه ويغزوك بها في عقر دارك.. ومن فرط تأثيره وسحره على نفسك سترحب به وستكرمه وحتماً ستبتاع من بضاعته.

    ولأنهم يعرفون أن الشيء الواحد في مصر له أسعار عديدة، تبعاً لتغير الزمان والمكان و(الذمة) أيضاً، يخاطبونك بهذه اللغة: "اشتري اشتري.. وفي فصال" مع أن المجتمعات التي أتوا منها ــ تماماً ــ لا علم لها بما نسميه نحن الفصال (أي التفاوض على الثمن) لأن السلعة قد لا يكون لها أكثر من ثمن واحد في كل أنحاء الصين.

    ومن فرط ذكاء الدولة الشيوعية أنها ترسل إلى الدول العربية والإسلامية باعتها من المسلمين، في حين تستبق عباد "بوذا" لدول أخرى في الشرق أو في الغرب. وقد أعجبني جلباب اشتريته من "سعيد" ــ البائع الصيني المسلم ــ أثناء زيارتي للعائلة في الإسكندرية، وكان الجلباب حقاً رخيص، وجيد، وجميل، وربما لهذه الأسباب مجتمعة لم (أفاصله).

    إلا أنني لما رأيت كيف عبثت (الماكينات) الصينية بـ"فانوس رمضان" هذا العام، اشتد حنقي على الصينيين الذين خلعت ماكيناتهم "الفانوس" من فوق عرشه ووضعت مكانه الوثن الصيني "بوذا"، ونقلوه إلى القاهرة ينادي فيها "حلو يا حلو" بلغة المصريين، التي لم يعرفها بوذا يوما ما.

    وحسدت الصينيين على هذه الماكينات الشيطانية، التي تدور بلا توقف، في حين لا ماكينات لنا دائرة أو حتى متوقفة وربما لن نملكها حتى قيام الساعة.. وحقيقة لست أدري لما صار لكل أمم الأرض وشعوبها قاطبة ماكيناتهم، في حين عدمنا نحن (العرب) فقط من بين البشر هذه الماكينات.

    وكان مما لفت ابنة شقيقتي أيضاً من أمر البائعات الصينيات أنهن يجلسن على المقاهي، التي لا يجلس عليها سوى الرجال في الأحياء الشعبية، وذلك خلال ساعات التجوال، يأكلن عليها ويسترحن وربما يحتسين الشاي والقهوة، ولست أدري إن كن يدخن الشيشة أم لا لأن الصغيرة لم تذكر لي هذا الأمر في روايتها.

    لم يقتصر نشاط الصينيات على مصر وحدها، فمؤخراً تحدثت الصحف السعودية عما أسمته "طوفان البضائع الصينية الرخيصة" الذي يحيط بالحرم النبوي من جهاته الأربع، ويعرضها بائعات صينيات محجبات، لدرجة أن زوار الحرم يحومون حوله بحثاً عن هدية يعودون بها إلى ديارهم، فلا يجدون سوى هذه السلع، فيما لا يقف أمام هذا المد الصيني سوى باعة "التمور" و"النعناع" المديني.

    ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" في عددها 18ــ 9ــ 2007 الموافق 6 رمضان، عن مواطن مصري يزور المسجد النبوي، بعد أن واجه حيرة كبيرة في نوعية الهدايا التي ينتظرها أقاربه، قوله :"رائحة البضائع الصينية أزكمت أنوفنا في كل مكان"، فيما عبّر عن دهشته من غياب "المنتجات اليدوية التي تعكس ثقافة المكان والناس".

    وفي البحرين تسببت البائعات الصينيات فيما يشبه رفع حالة التأهب الأمنية، بعد أن تكرر اعتداء الصينيات على المواطنات البحرينيات جراء الخلاف حول "الفصال" في السلع والبضائع اللاتي يعرضنها. وتقول تفاصيل إحدى هذه الحوادث، أن : "بائعة صينية تعرضت بالضرب على سيدة بحرينية وسببت لها كدمات في أنحاء من جسمها" وقعت الحادثة عندما كانت البحرينية تشتري بعض حاجاتها، ودخلت في مساومة مع الصينية حول الأسعار فلم تتحمل البائعة ذلك وقامت بالاعتداء على البحرينية التي توجهت إلى المركز الصحي لتلقي العلاج. وفي واقعة أخرى، حدث سوء تفاهم مع بحرينية كانت تشتري بعض أشجار الزينة، فأخذت تتفحص الشجيرات فما كان من البائعة الصينية إلا أن ألقت بالمزروعات إلى خارج المحل بعد أن استشاطت غضباً.

    أما في الجزائر، فقد ركزت وسائل الإعلام على التواجد الذي بات كثيفاً للصينيين والصينيات في البلاد، لدرجة الصراع والتنافس مع السكان المحليين لاسيما في ولاية قسنطينة، التي يملكون فيها العديد من المحلات التجارية والزوايا بالأحياء والأسواق. وما زاد من تفاقم الأزمة هو سيطرة الرجل الصيني على المواطن الجزائري بتعلم لغته العربية، وقد أهلهم تواجدهم وخبراتهم من تشغيل الجزائريين لحسابهم، وتوظيف الفتيات كبائعات أو مراقبات داخل محالهم. وقد حدثت العديد من المناوشات وتطورت إلى درجة اعتداء صينيين جسدياً على جزائريات، وهو ما جعل مواطني الولاية ينددون بهذه الاعتداءات ويطالبون الجهات الحكومية بأن يضعوا حدا لهذه الظاهرة المتفاقمة في بلادهم.

    ولم ينته الحال، حتى باتت كل مدينة عربية وكل قرية، بل وكل حارة وعزبة تعج بالأطنان من البضائع الصينية والمروجين لها.. تدخل هذه البضائع بتقنين أو بغير تقنين فتطرد البضائع والسلع الأصلية من مكانها لتحل محلها، ما أدى إلى فناء مئات الحرف الأصيلة في البلاد العربية، والتي عمرت لآلاف السنين.



    ــــــــــــــــــــــــ
    علي عبدالعال

    رد مع اقتباس  
     

  2. #2 رد: حتى البائعات في بلاد العرب.. صناعة صينية 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,620
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    هل هم حقاً

    شعوب اليأجوج والمأجوج

    مأجيج الصين


    رغم ذلك
    اجد أنه لا حرج من السوق المفتوحة للجميع

    وباقي العتب على العقل العربي
    الخامل الخانع

    رد مع اقتباس  
     

  3. #3 رد: حتى البائعات في بلاد العرب.. صناعة صينية 
    مشرف
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    المشاركات
    736
    معدل تقييم المستوى
    19
    هن كذلك في الجزائر التي تشهد غزوا صينيا كبيرا و من عادة الصينيين ان يتوافدو الى بلد كعمالة ثم يستوطنون ويطالبون بالحقوق و التجنيس و قد وجدت بعضهم يعملون في البناء اقاصي جنوب الجزائر في مناطق لا يذهب اليها حتى الجزائريون و العتب على العقل العربي الخامل.
    نعم الخامل"اذكر ان احد العمال النيجيريين قال لي يوما "اني اتسائل كيف ينقم الجزائريون على العمل و عندهم هاته البلاد الغنية وقال لي ليس المشكل انه ما فيه عمل بل الجزائريون لا يعملون في بلادنا نخلق العمل من لا شيء ولكنه لا يكون اما هنا فهناك اعمال لا يوجد من يعملها".
    هي العلاقة بين سوء التسيير و العقلية البيروقراطية و "المهيي اللي ما يعيي " على حد تعبير الجزائريين
    قد تهزم الجيوش لكن لن تهزم الأفكار إذا آن أوانها
    رد مع اقتباس  
     

  4. #4 رد: حتى البائعات في بلاد العرب.. صناعة صينية 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,620
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رزاق الجزائري مشاهدة المشاركة
    هن كذلك في الجزائر التي تشهد غزوا صينيا كبيرا و من عادة الصينيين ان يتوافدو الى بلد كعمالة ثم يستوطنون ويطالبون بالحقوق و التجنيس و قد وجدت بعضهم يعملون في البناء اقاصي جنوب الجزائر في مناطق لا يذهب اليها حتى الجزائريون و العتب على العقل العربي الخامل.
    نعم الخامل"اذكر ان احد العمال النيجيريين قال لي يوما "اني اتسائل كيف ينقم الجزائريون على العمل و عندهم هاته البلاد الغنية وقال لي ليس المشكل انه ما فيه عمل بل الجزائريون لا يعملون في بلادنا نخلق العمل من لا شيء ولكنه لا يكون اما هنا فهناك اعمال لا يوجد من يعملها".
    هي العلاقة بين سوء التسيير و العقلية البيروقراطية و "المهيي اللي ما يعيي " على حد تعبير الجزائريين

    السؤال إذن

    من المسؤول عن ضياع قيمة العمل في المشرق العربي الإسلامي

    ( بين قوسين أدعو الجميع لنبذ كلمة الشرق الأوسط , واستبدالها بالمشرق العربي أو المشرق الإسلامي)
    رد مع اقتباس  
     

  5. #5 رد: حتى البائعات في بلاد العرب.. صناعة صينية 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31

    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
    رد مع اقتباس  
     

  6. #6 رد: حتى البائعات في بلاد العرب.. صناعة صينية 
    كاتب مربدي الصورة الرمزية وائل
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    المشاركات
    347
    معدل تقييم المستوى
    20
    اخي الفاضل طارق
    ان السبب لهذا الانتشار الرهيب للبضائع الصينيه لتغزوا اسواقنا المحليه هو نحن .
    نعم اخي طارق نحن السبب .
    فعندما يقوم مصنع محلي بانتاج على سبيل المثال دميه او لعبه للاطفال وعند طرحها بالسوق يكون وليس بمقدور العامل الغلبان المعدم الفقير ان يشتريها ليفرح بها ابنه او ابنته بمناسبة نجاحه او عيد ميلاده الا انه لا يستطيع ان يشتريها بسبب سعرها الباهظ . ولكن وبعد ان تم استيراد هذه الالعاب وعلى سبيل المثال من الصين وطرحت بالاسواق باسعار رخيصه وبمتناول الجميع اقبل الشعب عليها فاصبح الفقير والغني يستطيع ان يفرح ابنه اوبنته بعيد ميلاده او يوم نجاحه بلعبة جميله وبسعر رخيص .
    هذا مثل وهناك العديد العديد .
    فلو ان اصحاب المصانع في بلادنا العربيه اتقوا الله وقاموا بطرح بضائعهم وباسعار معقوله تناسب الجميع لما اقدم الشعب على التهافت لشراء البضائع المستورده .
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 27/06/2012, 11:06 PM
  2. التربية الإسلامية في بلاد الغرب
    بواسطة السعيد شيخ في المنتدى فسيفساء المربد
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 05/11/2009, 04:35 AM
  3. هل كانت بلاد العرب مروجاً وأنهاراً؟
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى مكتبة المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10/07/2009, 09:20 PM
  4. شماعة الزمن ....
    بواسطة محمد عبدالله في المنتدى الرسائل الأدبية
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 09/03/2009, 06:16 PM
  5. صناعة الهولوكست
    بواسطة رزاق الجزائري في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 04/07/2007, 05:47 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •