في القناعة
غِنى النفسِ يُغنيها إذا كنت قانِعاً
وليس بمُغنيك الكثير من الحرصِ

وإنَّ اعتقاد الهمِّ للخيرِ جامعٌ
وقِلةَ همِّ المرءِ تدعوا إلى النَّفصِ
============

العزلة عن الناس
ارضَ بالله صاحبَا وَذَرْ الناس جانِبَا
قلِّب الناسَ كيف شِئتَ تَجدهم عقاربا
============



البكاء من خشية الله
مَدامعٌ قد حَدَّدتْ في الخدودِ
وأعينٌ مكحولة بالهجُودِ

ومعشَرٌ أوعدهم رَبُّهم
فَبادروا خشيةَ ذاكَ الوعيدِ

قد كادَ يُعْشِبُ من دَمعهم
ما قابلتْ أعينهم في السجودِ

فَهم عَكوفٌ في محاريبهم
يَبْكون من خوفِ عِقاب المجيدِ
============

في الشماته
إذا ما الدهر جرَّ على الناس
حوادثَه أناخَ بآخرينا

فقَلْ للشامتين بنا أفيقوا
سَيَلقى الشامِتون كما لَقينا
==============


الداخل بين إثنين
وعادَ مَنْ أهواه بعد القِلا
شَقيقُ رُوحٍ بين جِسمين

وأصبح الدَّاِخل بيننا
كساقطٍ بين فراشين

قد ألبسَ البِغْضَة ذا وذا
لايَصلِحُ الغمدُ لسيفين

مابالُ من ليست له حاجةٌ
يكون أنفاً بين عينين
============


دموع الفراق
ألؤلؤٌ دمعُ هذا الغيث أم نُقَطُ
ما كان أَحسَنَهُ لو كان يُلْتَقَطُ

أهدى الربيعُ إلينا روضةً أُنُفَاً
كما تنفَّسَ من كافورهِ السَّفَطُ

والأرضُ تُبسط في خطِّ الثرى ورقا
كما تنشر في حافاتها البُسُطُ

والريحُ تبعثُ أنفاساً معطرة
مثل العبيرِ بماءِ الوردِ يختلِطُ
===============


مكارم الأخلاق
إنَّ المكارم أبوابُ مطهَّرة
فالعقل أولها والدّين ثانيها

والعلمُ ثالثها والحلم رابعها
والجود خامسها والصِّدق ساديها

والبِرُّ سابعها والصَّبر ثامنها
والشُّكر تاسعها والّلِين عاشيها
===============

في تهذيب النفس
صبرتُ على الأيام لمّا تولَّتْ
وألزمتُ نفسي صبرَها فاستمرَّتْ

فوا عجباً للقلب كيف اعترافُه
وللنفس بعد العزِّ كيفَ استزلَّتْ

وما النفسُ إلاّ حيث يجعلها الفتى
فإن طمعت تاقت والاّ تسلَّتْ
==============


في النحس
لو ركبت البحار صارت فجاجاً
لا نرى في متونِها أمواجا

ولو أني وضعنُ ياقوتةً حمراء
في راحتي لصارت زجاجا

ولو أني وَرِدتُ عذباً فراتاً
عاد لاشكَّ فيه مِلحاً أُجاجا

فإلى الله أشتكي وإلى الفضلِ
فقد أصبحتْ بُزاتي دَجاجا
==============

في اطباع النساء
فإن تسألوني بالنِّساء فإنني
عليمٌ بأَدواء النِّساء طبيبُ

إذا شاب رأسُ المرءَ أو قلَّ مالهُ
فليس له في وُدِّهنَّ نّصيبُ

يُرِدن ثراءَ المال حيثُ عَلِمنهُ
وشَرخ الشَّبابِ عندهن عجيبُ
================


في لحظات الوداع
شتّان ما قُبْلةُ التّلاقِ
وقُبلةٌ ساعةَ الفِراقِ

هذي حياةٌ وتلكَ موتٌ
بينهما راحةُ العِناقِ
==============


في الجمال
ياذا الذي خط الجمال تجده
خطين هابا لوعة وبلابلا

ماكنت أعلم أن لحظك صارمٌ
حتى لبست بعارضيك حمائلا
============


في مجاراة الحمقى
تحامَق مع الحمقى إذا مالقَيتَهم
ولا قهِمُ بالجهلِ فِعل ذوي الجَهلِ

وَخَلِّط إذا لاقيتَ يوماً مُخَلّطاً
يُخَلطُ في قولِ صحيح وفي هَزْلِ

فإني رأيتُ المرءَ يشفى بعَقلهِ
كم كان قبلَ اليومِ يَسْعد بالعَقلِ
============


في الشيب
تهَزَّأتْ أن رأت شَيبي فقلتُ لها
لاتهزئي من عُمرٌ به شَيبِ

شيبُ الرجال لهم زَينٌ ومكرمةٌ
وشَيبُكُنَّ لَكنَّ الويلُ فاكتئبي

منينا لُكنَّ وإن شيبٌ بدا ، أَرَبٌ
وليس فيكنَّ بعد الشَّيب معهم إرّبُ
============