كنت في موقف لاأحسد عليه ، لما لبيت دعوة أحد الأصدقاء من سكان القرية التي أدرس بها،لحضور حفل زفافه ،وخصوصا لما حل بنا جوق أولاد الكاز وكانت معهم أربع راقصات تدربن على هز البطون وتحريك الأرداف،والرقص المثير والماجن تصببت عرقا لوجودي بينهم ، وكان بجانبي زملائي الأساتذة ....
حاولت المغادرة، لكن العريس ألح علي وطالبني بالمكوث حتى تناول العشاء ....ها الحركات والرقصات ،كانت تلقى استجابة وتفاعل أبناء القرية المراهقين ، وحتى الكبار
الكبار الذين كانوا يقدمون الأوراق النقدية لراقصات أتقن عملية الاستجداء بحركات
مائعة .....وفي تلك الأثناء وقف شاب وكأنه عمود نوري ،كانت عيناه متلهبتان
كان يقبل ويدبر، داخل الخيمة....لقد صفع راقصة وأسقطها أرضا وطالب الجوق
بالتوقف ،عم الصمت فقدم له أحدهم سيجارة ،فابتلعها لقد خلق رعبا بين الناس،وفجأة اقترب مني وجلس أرضا ... وطأطأرأسه ....مددت إليه يدي وبدأت أقرأ آيات من القرآن ،ثم نفث عليه..نظر إلي نظرات غريبة لم أحفل بها ...
ثم قال....اعذرني يا أستاذ فقد قللت عليكم الأدب...
قلت له....لاعليك ،شفاك الله...
أشعلت المصباح اليدوي وتركت المجلس وتبعني أصدقائي ...
وطول طريقنا إلى المسكن ،كان الزملاءيرددون....يعيش فقيهنا....
كنت أرد عليهم ضاحكا....لست بفقيه ،ستلصقون بي تهمة ...
وفي الصباح جاء يسأل عني أحد السكان ،وما إن رآني حتى قدم لي عشر بيضات وقال لي ...أرجوك ثقف الذئب حتى لا يلتهم معزتي التي ظلت طريقها وباتت في الغابة...
ضحكت وقلت له....إن شاء الله لن يصيب معزتك مكروه.....
ومساء ذلك اليوم عاد الرجل مبتهجا وبيده بيض وزبدة وقال....حفظك الله يا أستاذ فقد عادت
معزتي سليمة....
تبسمت وأجبته اشكر الله ،فهو من أنقذها...
