المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عشتار
[align=center:c1ac1b677a]
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
استغفر الله يا أستاذ طارق
لا يُفتى ومالك في المدينة ..
لست سوى قارئة مبتدئة
بارك الله بكم وأدامكم للمربد
أستاذ راهب الشوق
لدي تعليق بسيط إن سمحت لي
بصراحة أشعر أنك تظلم نفسك بالاعتماد كثيراً على اللهجة المحلية
قد يعطي ذلك القصة مصداقية أكبر ولمسات مميزة
لكن المشكلة أن ذلك قد يؤدي إلى تأطير القصة ضمن حدود المحلية
بمعنى أن الأفكار في قصصك جميلة جداً وتمس كل مواطن عربي وليس فقط المصري
ثم أظنك لا تلاحظ ما قد يشعر به القارئ عند قراءة السطور الأولى من القصة لأنها لهجتك المحكية
بينما القارئ الغير مصري سيشعر بشيء من الصعوبة في فهمها منذ القراءة الأولى
صحيح أن اللهجة المصرية مفهومة وواضحة ومحبوبة من الجميع
لكن عندما تكون محكية وليس مقروءة..
أرجو أن لا يزعجك كلامي
لكنه مجرد رأيي وقد أكون مخطئة...
أما بالنسبة للقصة..
فأكثر ما لفت انتباهي فيها هو عادة البطل في النظر الدائم إلى الأرض بين قدميه:
كل هذا دون ان يرفع رأسه حتي لمجرد النظر الي محدثه
حرك يده في هدوء بما يوحي بالشكر والتقط منظاره الطبي و تحرك مهرولا الي خارج المكتبه
توقف فجأه ليفسح الطريق لذلك الحذاء النسائي الذي اعترض طريقه
يذكرني هذا المشهد بقصيدة إليوت الأرض اليباب حيث يظهر إنسان العصر الحديث الممزق والضائع والجاري وراء المادة ناسياً كل المعاني والقيم الإنسانية الأخرى لدرجة أنه تحول لمجرد آلة...
And each man fixed his eyes before his feet.
ربما هي عاده قديمه اعتاد عليها منذ فتره ليست بالقصيره ان يمشي بل ان يحيا ناظرا بين قدميه
هو نفسه لا يعرف السبب هل هو خوف من المستقبل ام هروب من الواقع
في عصر المادة لم يعد الإنسان قادر على رؤية أو تذوق الجمال من حوله
لا يستطيع أن ينظر للأعلى وهناك شيء يدفعه للأسفل
دائماً كان هناك صراع بين حاجات الإنسان الروحية والجسدية
جانب يرفعه للأعلى والآخر يعيده إلى الأرض
لذلك عليه أن يحاول التوفيق بينهما لكي لا يخسر أي جانب على حساب الآخر
لا يمكن لأي إنسان أن يسمو روحياً أو يهتم بعلمه وثقافته وهو جائع أو غير محقق لحاجاته الأساسية ككائن بشري..
كيف سيتطلع رجل مثله إلى الشمس وهمه الوحيد أن يحصل على لقمة العيش ..
والمشكلة لا تتعلق بمصيره فقط كرجل يحلم بالزواج والاستقرار..
وإنما بمصير جيل كامل ينشأ بين يديه
كيف يمكن لأستاذ مدرسة أن يعلم طلابه المثل العليا والأخلاقيات وحب العلم والمطالعة وهو نفسه يجد صعوبة في الحصول على جريدة!!
كم يحتاج من النفاق والتصنع ليقنعهم أن العلم نور وهو لا يكاد يرى هذا النور!!
تماماً كمن يحاول وصف جمال البحر وهو لم يره..
كيف يمكن لمربي أن يؤمن بعمله كمهنة سامية بينما هو في الواقع يشعر بالخزي ولا يستطيع تحقيق أبسط مطالبه حتى الأحلام ممنوعة .. حيث يرن المنبه ليحرمه من حلم جميل لم يكتمل..
أخيراً
أعتذر على الإطالة
هي مجرد محاولة لقراءة هذا النص الجميل
شكراً لك أستاذ راهب الشوق
تحياتي
أختك عشتار[/align:c1ac1b677a]