ومضى فصل الصيف ،وبدت معالم الخريف و تغيرا لجو ، وتساقت الأوراق ،واختلطت بأوراق
الانتخابات ، التي أثقلت كاهل المنظف البسيط ، لم أسلم بدوري من الأوراق لكن من العيار
الثقيل ،والتي تنهك الجيب .ها الأولاد حفظهم الله يمدونني بأوراقهم ،ليسوا بمرشحين
طبعا بل يريدون الكتب والأدوات المدرسية ،والزوجة كذلك لم ترحمني فقد مدتني بأوراق
من أجل شراء لوازم شهر رمضان المعظم .
جمعت رزمة الأوراق وسرت متثاقل الخطا ، لا أعرف ما أقدم ، وفجأة ناولني شخص
ورقة وطالبني بالتصويت على صاحبها.فصحت في وجهه...اعفني ياعم وارحمني فيكفي
ما أحمله...
تبسم الرجل ،واقتنيت ما اقتنيت من الأدوات المدرسية ، ومررت بالخياط لأخذ الملابس
المدرسية ، وتعجب لما رأى كثرة المحافظ وقال...من أعطاك كل هذه الأدوات؟؟؟؟
أجبته ،ضاحكا...تقديرا لجهودنا ،وخدمتنا للنشء يساعدوننا بهذه اللوازم.
تدخلت زبونة وقالت....إن زوجي أستاذ ولانستفيد من شيء.
قاطعها الخياط...الأستاذ،فاعل جمعوي ويعرف كيف يستفيد.
تبسمت وقلت...أنا أمزح فقط ،فالأستاذ مواطن بسيط ، وكان الله في عونه.
وعدت إلى البيت مترنحا من حمولتي ،وما إن فتحت الباب حتى أسرع إلي
ولدي مقدما أوراقا جديدة تتطلب الأداء العاجل إنها أوراق الماء والكهرباء والهاتف...
أشفقت على نفسي ،وارتميت على كرسي عريض ، أسترجع أنفاسي .... وإذا بالزوجة
تطمئنني وتأتيني بكوب عصير قائلة....لاتنزعج سنجتاز هذه المرحلة بسلام
إن شاء الله.
تبسمت قائلا...ونعم بالله.