يحكي أنه في قديم الزمان التقى قنفد وذئب ،و كانا لايفترقان و كل منهما يحب الآخر.
وقد عرف القنفد بحكمته وكان الذئب يستشير صاحبه في كل الأمور ....
وذات يوم أحس الذئب بالجوع ،فلم يعد يقوى على السير وكان على بعد أمتار منهما
أطفال يرعون الغنم...قال الذئب...سأهلك جوعا ،فكر معي في حيلة أطفئ بها الجوع
أرجوك ،ساعدني..
رق القنقد لحال صديقه و دله على حيلة ، وطلب منه ألا يتدخل حتى يعطيه الإشارة.
أخذ القنفذ بنديرا بعد أن توارى الذئب خلف شجرة ،وبدأ يعزف على البندير أنغاما
جميلة تأثر بها الرعاة وتحلقوا حول القنفد ،الذي أشار على الذئب بافتراس الخرفان.
ما أن أعطي لهذا الأخير الضوء الأخضر، حتى توسط الأغنام وأسقط من صغارها ما أسقط.والأطفال مشدوهون بأنغام العازف قنفد .
وفجاة ، أشار إلى صاحبه بطريقة ذكية ،فطبق الخطة وأمسك بجذي كبير أحدث
صوتا انتبه له الرعاة ،وهبوا إلى أغنامهم ،ففر الذئب وتسلل القنفد بين الأشجار.
وكانا قد حددا موعدا للالتقاء من قبل .
في الغد طالب الذئب القنفد باقتراح مكان جديد للوليمة.
ابتسم القنفد ..وقال لصاحبه..اتبعني ولا تملأ بطنك كثيرا ،حتى تستطيع الخروج من هذه الفجوة. رد الذئب ....لاعليك،لن أفرط في الأكل.
نسي الذئب نصيحة صاحبه ،وبدأ يلتهم البطيخ بشراهة حتى انتفخت بطنه،أما القنفد فكان
يأكل ويقيس في مكان المرور...وفجأة سمعا خشخشة ،إنه صاحب البستان ... تسلل القنفد بسهولة،
لكن الذئب استعصى عليه الأمر ....فنصحه صاحبه بأن يتماوت....
تجول الحارس داخل بستانه ،وإذابه يجد الذئب رافعا رجليه وقال ....مات عدو الله...
وأمسكه من ذيله ورماه من فوق السياج فتقطع ذيله وفر هاربا قائلا ..شكرا على الضيافة.
ردعليه الحارس....أنت معروف ولن تفلت مني مستقبلا...
