أرسل الأخ علي عبد العال المقال التالي للمربد :
إمبراطوريات الشر الإعلامية.. روبرت موردوخ نموذجاً

كتبه : علي عبدالعال
ــ حقيقة الحديث حول يهودية موردوخ
ــ إمبراطورية إعلامية عابرة للقارات
ــ نفوذه الإعلامي في بريطانيا
ــ موضح الحريات وحقوق الإنسان على أجندة موردوخ
ــ أموال سعودية في إمبراطورية الملياردير الناقم
ــ توجهات صهيونية مغلفة بالحقد الأعمى
ــ تحريف الحقائق والتغطيات الإعلامية
ــ دعم إسرائيل وبنائها.. في وعي موردوخ
ــ النشأة وبدايات الصعود

روبرت موردوخ، ليس يهودياً كما هو شائع عنه في الكتابات العربية، لكنه فقط يميني متطرف، يعشق الصهيونية وملتزم بكافة توجهاتها ومبادئها. وبوصفه أحد أباطرة الإعلام في العالم يعد الملياردير الأسترالي الأصل الصوت الإعلامي الأول والأقوى تأثيراً لدى مجموعة التطرف المسيحي في الولايات المتحدة المعروفة باسم "المحافظين الجدد".

قال عنه "تقرير واشنطن" لشهر يونيو 1995 : ذكر كورت هولدن "أن موردوخ لا هو يهودي الديانة ولا من أعضاء مجلس اليهود الأمريكيين (إيباك)، وعلى الرغم من ذلك فهو أفضل من يمكن تكليفه بإصدار مجلتين جديدتين تعملان لدعم إسرائيل إعلاميًّا".

وتعتبر مجموعة موردوخ الإعلامية "نيوز كورب" News Corp واحدة من 3 مؤسسات عالمية تحرص جمعية الصداقة الأمريكية الإسرائيلية (اللوبي اليهودي) على شكرها؛ لدعمها الدولة العبرية إعلامياً واستثمارياً.. ومن المعروف أيضاً أن موردوخ (٧٦ عاماً) استلم عديد الجوائز من عديد الجمعيات (الخيرية) اليهودية في العالم، كما أن بيتر شيرنين Peter Chernin ــ الرجل الثاني في إمبراطوريته ــ يهودي متعصب.

إمبراطورية إعلامية عابرة للقارت

تمكن القطب المتشدّد في ميوله المسيحية اليمينية (كيث روبرت موردوخ) من بناء إمبراطورية عملاقة صارت على مر الأيام أقوى من العديد من الدول في العالم، بل وأعظم تأثيراً ونفوذاً في السياسة الدولية. وانتشرت "نيوز كوربوريشن" التي تضم ٨٠٠ مؤسّسة إخبارية وإعلامية، ليس في بريطانيا والولايات المتحدة وحدهما، بل وفي أستراليا وإيطاليا و٥٢ بلداً آخراً، لتمتد إلى أربع قارات حول العالم.

وبين ثنايا تفاصيل هذه الإمبراطورية العملاقة، نجد أن موردوخ يمتلك أكثر من ( 175) صحيفة عالمية شهيرة من بينها : "التايمز" اللندنية، و"الصنداي تايمز" و"الصن" الشعبية أوسع الصحف البريطانية انتشاراً، و"نيوز أوف ذي ورلد"، و"نيويورك بوست"، و"وول ستريت جورنال" ثاني الصحف الأوسع انتشاراً في الولايات المتحدة، وإحدى أهم الدوريات الاقتصادية في أمريكا والعالم.

اشتراها موردوخ في إطار صفقة "داو جونز" التي تضم شركة داو جونز للمعلومات المالية، ومجلة "بارونز" للشؤون المالية، بالإضافة إلى وكالة أنباء داو جونز، ونشرة "فاكتيفا"، ومجموعة صحف "بارون"، ومجموعة مؤشرات بورصات بما في ذلك مؤشر داو جونز.. وكان المحللون قد أشاروا إلى أن صفقة شراء مجموعة "داو جونز" ستجعل من موردوخ، لاعباً رئيساً في الأخبار المالية العالمية.

ويملك موردوخ أيضاً (25) مجلة من بينها : "تي في جيد" tv guid ، و"ويكلي ستاندارد" مجلة المحافظين الجدد التي يستلهم منها صقور إدارة جورج بوش الأفكار والمواقف.. تصدر في واشنطن وتتميز مقالاتها ورسوماتها بنزعة جماهيرية، وقد جاءت في إطار اهتمام المحافظين الجدد بالإعلام كوسيلة فعالة للترويج لأفكارهم ومعتقداتهم وتعبئة الرأي العام للالتفاف حول القضايا التي يرونها مهمة.

وعرفت "ويكلي ستاندارد" بأنها مجلة الجيل الثاني من المحافظين، الذي تميز بنزعة ايدولوجية وحركية جماهيرية أكبر من الجيل الأول.. وكان هذا الجيل قد ظهر بعد فوز الولايات المتحدة بالحرب الباردة، وبعد أن أعاد ريجان وحرب الصحراء ثقة الأمريكيين في جيشهم، لذا تبنى الهدم كقيمة تنطلق من كيفية استخدام أمريكا لقوتها ــ غير المسبوقة ــ كقطب أوحد في تحقيق أهدافها وتشكيل العالم وفقاً لرؤيتها.

وفي مجال التلفزة والبث الفضائي، يمتلك روبرت موردوخ (12) محطة تلفزيون في أمريكا وحدها، منها : شبكة تلفزيون "بي سكاي بي"، وشبكة "فياكوم" مالكة "سي بي إس" و "يو بي إن"، وشبكة "فوكس" fox التي تضم "فوكس فيدو" ومحطة "فوكس نيوز"Fox News الإخبارية الشهيرة سيئة السمعة، ذات التوجهات الصهيونية المناهضة للعرب والمسلمين، التي تأسست لكي تستحوذ على القسم الأوسع من المشاهدين الأمريكيين وخاصة المتعصبين دينياً وقومياً.

ويمتلك أيضاً شركة "فوكس القرن العشرين" للسينما twentith century fox إحدى أهم شركات الإنتاج التلفزيوني والسينمائي. ومحطة تلفزيون "دايركت تي في" التي تمثل أكبر نظام فضائيات في الولايات المتحدة، وتبث برامجها لنحو 12 مليون منزل، حصل عليها موردوخ بدعم من لجنة الاتصالات الفيدرالية الأمريكية مقابل 8ر6 مليار دولار، وجاءت الخطوة بعد أن قام مسئولون أمريكيون بمنع مؤسسة "إيكو ستار" للاتصالات ــ أكبر منافسي مؤسسة موردوخ ــ من الحصول على هذه الصفقة.

ويشترك موردوخ (العجوز) في ملكية سبع شبكات تلفزة في استراليا، وفي ايطاليا يستحوذ على شبكة "سكاي ايطاليا".. كما يمتلك قنوات "تي في ستار" tv star في آسيا الموجهة إلى الشرق الأوسط والتي يصل بثها إلى 53 دولة.. ولمرودوخ كذلك حصة شبكة vox الألمانية، وكانال فوكس canal fox في أمريكا اللاتينية.

وإلى جانب الصحف والمجلات والمحطات التليفزيونية يمتلك (الحاقد) موردروخ عدد من دور النشر العالمية التي تشتهر بشكل خاص بكتبها الدينية واسعة الانتشار, كدار نشر "هاربر كولينز". إضافة إلى خدمات الانترنت العديدة التي تقدمها شبكاته، ومؤخراً اشترى مجموعة "ماي سبيس" MySpace مقابل 580 مليون دولار، لكن أعضاء هذه المجموعة أصبحوا أكبر أربع مرّات في سنة واحدة، نظراً لنجاح هذه المؤسّسة الإعلامية.

ويمتلك موقع Propertyfinder.com المتخصص في مجال بيع وشراء العقارات عبر الشبكة الدولية، ودفع موردوخ نحو 21 مليون دولار لشراء هذا الموقع البريطاني الذي لم يكمل 10 سنوات من عمره ويزوره شهرياً أكثر من 700 ألف زائر للبحث عن العقار للشراء أو الإيجار من بين 200.000 عقار معروض على الموقع. وكان موردوخ قد انفق العام الماضي وحده أكثر من مليار دولار (معظمها خلال 4 أشهر فقط) في شراء مواقع إلكترونية على الإنترنت كثيرٌ منها متخصص في تجارة العقارات.

نفوذه الإعلامي في بريطانيا

يستحوذ روبرت موردوخ على قنوات "سكاي" في بريطانيا، التي يُعد أحد أهم الأقطاب الإعلامية فيها؛ حيث يمتلك وكالة إعلامية ضخمة تضم العديد من الصحف والمجلات والمواقع إلى جانب المحطات التليفزيونية. ولا غرو فهو يسيطر وحده على 40% من الصحافة في دولة عظمى كبريطانيا بما معها من الرأي العام المحلي والعالمي.

وكانت صحافة موردوخ وراء رفض البريطانيين الانضمام إلى العملة الأوروبية الموحدة "اليورو"، والتخلي عن الجنيه الإسترليني، مستخدمة في ذلك أساليب الترهيب والترغيب حتى حدث لمن وراءها ما أرادوه.

ومن جهة أخرى، فالساسة في بريطانيا يحسبون لصحيفة كـ "الصن" The Sun ألف حساب فيما تكتبه؛ إذ تصل التعليقات التي تنشرها إلى أكبر عدد من القراء من الشريحة العريضة في المجتمع، والتي لا تبحث عن التفاصيل الدقيقة مكتفية بما يقدمه كتاب الصحيفة؛ ومن ثم يسهل تشكيل الرأي العام لا سيما وقت الأزمات و الانتخابات.

وكانت النقلة الكبرى في سيطرة موردوخ على الرأي العام البريطاني، مع مرور مجموعة صحف "التايمز" The Times ــ أعرق الصحف البريطانية ــ بأزمة مالية حادة، وأعرض المستثمرون عن إنقاذها تخوفاً من الغموض الذي يغلف مستقبلها بعد تراجع مبيعاتها بشكل ملحوظ، ووقوع مشاكل مع عمال الطباعة والنقابات.. إلا أن هذه المخاوف لم تمنع موردوخ من التركيز على المجموعة؛ لما تمثله من أهمية في عالم الصحافة وثقل في دنيا السياسة، ويبدو أنه كان يستعد بخطة جديدة لتحويل خسارتها إلى أرباح، فخاض في سبيل ذلك معارك استخدم فيها كافة أسلحته، حتى حظي بتأييد رئيسة الوزراء البريطانية آنذاك "مارجريت تاتشر" التي وافقت له بصفة استثنائية على شراء المجموعة، على الرغم من أن قانون الاحتكارات البريطاني يمنع هيمنة شخص واحد على كل هذا العدد من الصحف.

وقد قلص موردوخ عدد العاملين في مجموعة التايمز ، وواجه نقابة عمال الطباعة البريطانية بحركة استفزازية؛ حيث قام بطرد آلاف العمال دون سابق إنذار، متنكراً بذلك لبعض أفكاره اليسارية التي أُعجب بها في مطلع الخمسينيات وأشاد بها كثيراً.

و في العام 1997 قدم دعمه لتوني بلير وخصص لحكومته تغطية إيجابية في شبكاته، "ضامناً بذلك" ــ حسب صحيفة "نيويورك تايمز" ــ "سماح حكومته الجديدة (آنذاك) له بالاحتفاظ بشركاته البريطانية".
موضع الحريات وحقوق الإنسان على أجندة موردوخ

تمتلك إمبراطورية "نيوز كورب" الضخمة فريق البيسبول بنادي "إل إيه دودجرز".. وفريق "مانشستر يونايتد" لكرة القدم. إذ كان موردوخ قد تمكن من تمويل العمل الإعلامي من مصادر غير إعلامية، مثل مزرعة الأغنام التي تملكها مجموعته في أستراليا، أو المساهمة في شركة طيران أسترالية كبرى وشراء النواد الرياضية.

ويسعى الرجل إلى مزيد من التوسع في أنشطته، إذ سيطلق قناة تلفزيونية اقتصادية جديدة في 15 أكتوبر 2007. وأشار متعاملون كذلك إلى أحاديث في السوق عن أن مجموعته قد تكون مهتمة بشراء وكالة "رويترز" للأنباء، إذ كان موردوخ يمتلك حصة في "رويترز" أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات ودخل مجلس إدارتها لفترة.

ومن خلال هذه الإمبراطورية الضخمة، استطاع موردوخ التدخل في كثير من قضايا السياسة الدولية، وأن يؤثر على الرأي العام العالمي منطلقاً من خلال موقعه وإمكاناته.. فهل خدم بشكل أو بآخر قضايا مثل الحقيقة أو الحريات وحقوق الإنسان في العالم؟ أو هل وقف يوماً إلى جانب العلم والمعرفة والثقافة والتنوع الحضاري؟ كلا! هكذا تجيب مجلة "كولومبيا جورناليزم ريفيو" قائلة : إنه فقط استخدمها "لتنمية مصالحه الاقتصادية على حساب الحقائق والقوانين والأعراف والأخلاق (..) ولدعم السياسيين الذين يخدمون مصالحه ولتهديم كل من يعارضه". وحسب الصحافي الأمريكي (آل فرانك) في كتابه "أكاذيب" فقد وقفت إمبراطورية موردوخ الضخمة إلى جانب حكومات عديدة معادية لكل أشكال الديمقراطية والحريات.

ففي الصين، حرصت شركات موردوخ على عدم إغضاب الحكم الديكتاتوري. إذ أمر بمنع نشر كتاب "الغرب والشرق" الذي ينتقد السياسة الشيوعية في الصين؛ حفاظاً على مصالحه، ودون الالتفات إلى "حرية الرأي والفكر"، على الرغم من أن الكتاب يحتوي ــ حسب النقاد ــ على ملاحظات بنّاءة تفيد التجربة الصينية، وتعرض الجوانب الجيدة فيها، وتقترح تعديلات على السلبيات الملحوظة.

كما انتقدت قناة Phoenix ــ التابعة له والتي تبث باللغة الصينية ــ حلف شمال الأطلسي، بلا هوادة، بعد قصف طائراته مقر السفارة الصينية في بلجراد أثناء التدخل العسكري في إقليم كوسوفو؛ وذلك فقط إرضاء للسلطات الصينية.

أموال سعودية في إمبراطورية الملياردير الناقم

مما هو جدير بالذكر هنا، أن الأمير السعودي الملياردير الوليد بن طلال يمتلك حوالي 5.46 بالمائة من أسهم مجموعة موردوخ "نيوز كورب"، وذلك من خلال ما تملكه شركة "المملكة القابضة" التي يملكها الوليد.. ومن المعلوم أن بن طلال يرتبط بعلاقات حميمة مع موردوخ. وفي تعقيب على هذه الحميمية، أشار أحد الاقتصاديين الأمريكيين إلى أن روبرت موردوخ أراد أن يؤكد للأمير السعودي صداقته فأمر محطاته بالتوقف بتاتاً عن انتقاد الأسرة السعودية، والتوقف أيضاً عن استضافة أي معارض أو ناقد للحكومة السعودية وسياساتها.

وتحقق مجموعة موردوخ عائدا سنويا يُقدر بـ42 مليار دولار، طبقا للتقرير السنوي الرسمي للمجموعة في عام 2001. كما تمتلك عائلة موردوخ 32% من إجمالي رأس مال المجموعة التي تتحرك في السوق المالية تحت اسم شركة "كرودن للاستثمار".

توجهات صهيونية مغلفة بالحقد الأعمى

مشكلة روبرت موردوخ ليست في تبنيه لأيديولوجية متطرفة في ميولها، ولو كان الأمر يقتصر على ذلك لكان الملياردير العجوز أقل خطراً، وإنما في الحقد الذي يغلف هذه الأيديولوجية تجاه الآخر، واستغلاله الإعلام كوسيلة ينفث من خلالها الأحقاد دون هوادة.

في بريطانيا، اتهمت صحيفة "سوشيالست ووركر" الصحف التي يمتلكها موردوخ ــ والمعروفة بموالاتها الشديدة لليهود ــ بشن حملات إعلامية شرسة تستهدف تشويه صورة الأقلية المسلمة هناك، مؤكدة كذب الاتهامات التي تروجها تلك الصحف عن المسلمين.

ورأت "سوشيالست ووركر" : أن هذه الصحف تتعمد مهاجمة مسلمي بريطانيا والتحامل عليهم، من خلال اختلاق قصص عارية عن الصحة، فضلاً عن التعتيم على انتهاكات الشرطة بحق المسلمين هناك. وعلقت الصحيفة على ما نشرته تلك الصحف من حوادث وأخبار مختلقة تشوه صورة المسلمين، مثل قيام بعض المسلمين بأنشطة إرهابية، وتخويف بعض الجنود البريطانيين داخل ثكناتهم العسكرية تليفونيًا، وإطلاق سيل من الاتهامات للشاب المسلم (محمد عبد القهار) الذي ثبتت براءته من الإعداد لهجوم مسلح.

ونقلت "سوشيالست" عن صحيفة "الصن" المملوكة لموردوخ، قولها حول قصة مختلقة بشأن رسائل مزعومة نسبت إلى مسلمين، بعددها الصادر يوم 7ــ10ــ 2006. و"اشتملت على بعض الكلمات"، قائلة: "إذا كانت هناك كلمات قبيحة، فاعلم أنها لم تأت إلا من المسلمين". وقد تبين ــ فيما بعد ــ أن القصة "مفبركة". إذ أكدت شرطة مقاطعة "ثاميس فالي" عدم وجود دليل على أن المسلمين متورطين في القضية، قائلة: "لم نتلق أية تهديدات من مسلمين أو أناس يدّعون أنهم مسلمون". وفي هذا السياق قالت "سوشيالست ووركر" : إن معظم صحف موردوخ، وعلى رأسها "ويندسور إكسبريس" وبعض المواقع الأخرى، شوهت صورة الشاب المسلم محمد عبد القهار الذي أطلقت عليه الشرطة البريطانية النار خلال اقتحام منزله بمدينة "فورست غيت" جنوب لندن. حيث زعمت "ويندسور اكسبريس" أن المكان الذي يقيم فيه عبد القهار هو مصنع للقنابل، على الرغم من إطلاق الشرطة سراحه وأخيه لعدم ثبوت أي دليل على إدانته. ومع ذلك واصلت الصحيفة تشويه صورة محمد واتهمته بارتكاب عدد من الجرائم.

ورغم تبرئة الرجل من الاتهامات المنسوبة إليه، نشرت الصحف اليمينية تلك القصة الملفقة كدليل على ما تزعمه "التطرف الإسلامي" السائد في بريطانيا. وأثبت التفتيش الدقيق لبيت محمد عدم وجود ما يدل على أية متفجرات أو أسلحة كما كان مزعومًا. وتعجبت "سوشيالست ووركر" من استمرار حملات التشويه رغم ثبوت براءة المسلمين، مؤكدة أنها حملات منظمة تستهدف المسلمين داخل المجتمع البريطاني الذي يعيش فيه نحو 1.8مليون مسلم، أي ما يعادل نحو 2.7% من إجمالي عدد السكان البالغ حوالى 60.6 مليون نسمة.

وفي الولايات المتحدة، انحاز موردوخ انحيازاً صارخاً لإدارة جورج بوش والحزب الجمهوري.. فقبل أسابيع من ظهور نتائج الانتخابات الرئاسيّة الأخيرة ــ التي انتهت بإعلان فوز بوش الابن ــ ثبّتت "فوكس نيوز" إشارة ضوئية صوتيّة في الأستوديو، لكي تُعلن من خلالها، أنّ اليومَ هو اليوم ( ) الذي يسبق إعادة انتخاب جورج دبليو بوش رئيساً للولايات المتحدة الأمريكيّة.

وخلال اجتياح العراق في العام ٢٠٠٣ من قبل الإدارة الأمريكية، فإن صحف موردوخ ومحطاته وشبكاته التي كان يملكها في الولايات المتحدة وخارجها، وقفت جميعاً إلى جانب الغزو الأمريكي للعراق.

وكانت صحيفة "التايمز" البريطانية هي الوحيدة تقريباً من بين الصحف الدولية الجادة التي أشادت بخطاب جورج بوش مساء الإثنين 23-06-2002 المتعلق بمستقبل الشرق الأوسط ، بينما انتقدته كافة الصحف الأوروبية، وهنا يتضح بشكل جلي كيف يكون تغريد هذه الصحافة خارج السرب بدوافع خفية.

وهو ما كافأه عليه بوش فيما بعد، إذ تدخل البيت الأبيض لدى أعضاء مجلسا النواب والشيوخ من أجل التوصل إلى "تسوية" سمحت بتشريع عمليات التملك الضخمة التي حققتها مجموعة "نيوز كورب" في الولايات المتحدة. وأتاحت هذه التسوية المجال أمام الشركة الواحدة لامتلاك وسائل إعلام عدة مختلفة، إضافة إلى أكبر محطات التلفزة، وأوسع الصحف انتشارا في السوق الأمريكية.

وقد سعى موردوخ مؤخراً إلى التغطية على هذا الانحياز الصارخ، عبر استضافته لحفل جمع التبرعات لصالح حملة هيلاري كلينتون. وهي الخطوة التي أصابت الكثير من الجمهوريين والديمقراطيين، على السواء، بالذهول الذي بلغ حد الصدمة، حيث يعتبرون أن السيدة كلينتون ــ المفترض انتمائها للديمقراطيين ــ حصلت على دعم واحد من الأركان الرئيسة لـ"الجناح اليميني المتشدد" في أمريكا.

ولا يعتبر التحالف بين كلينتون وموردوخ جديداً كلياً، حيث اتجه الاثنان نحو تحقيق انفراجة في العلاقات بينهما منذ العام 2000، عندما فازت قرينة الرئيس السابق بعضوية مجلس الشيوخ، بعد حملة تضمنت كثير من الدعم الذي قدمته صحيفة "نيويورك بوست" ــ إحدى الصحف المملوكة لموردوخ ــ لهيلاري.
تحريف الحقائق والتغطيات الإعلامية
الواقع أن موظفي "موردوخ" عادة ما يقومون ببث معلومات مغلوطة، عبر التلميح وطرق أخرى غير مباشرة ــ حسب المراقبين ــ إذ يتلقى الصحافيون العاملون لدى شبكاته ومحطاته، صباح كلّ يوم، مذكّرات داخلية هي بمثابة توجيهات لتعليقاتهم على الأحداث والمجريات.

وتبرز مواقفه ومعالجاته للقضايا كيف أن موردوخ يتعامل مع الأحداث والأخبار كما لو كانت بضاعة يجب تسييسها وتسويقها بشكل مؤثر ومربح في وقت واحد، مهما كان الثمن الأخلاقي لها، وهو ما استخدمه في كثير من المواقف؛ حيث يقوم مثلاً بتحويل فضيحة أخلاقية بطلها شخصية شهيرة إلى قضية ذات بُعد سياسي يمكنه أن يستخدمها كسلاح لعدو هذه الشخصية، ومن يدفع أكثر يحصل على ما يريد.

وكان موردوخ قد أدرك أن اختلال القيم الأخلاقية في المجتمع الغربي بسبب ضعف الوازع الديني، وانتشار المذاهب الفلسفية المتحررة التي تتشكك في كل شيء هو المدخل الذي ينفذ منه إلى الرأي العام؛ فليس هناك رادع أخلاقي يمنع معالجة موضوعات الجنس بشكل فج، وليس هناك من يعترض على نشر الصور الإباحية، وأكثر هذه الصحف هي التي سخرت من الفضيلة والأخلاق وحتى الدين.

وفي إطار تحريف التغطيات الإخبارية التي تنتهجها صحف ومحطات موردوخ، بشكل مستمر، ألقى الفيلم الوثائقي "الخداع: حرب روبرت موردوخ على الصحافة" ــ الذي أنتجه المخرج الأمريكي روبرت جرينوالد ذو التوجهات الليبرالية ــ الضوء على فظاعة هذه الممارسات الشائنة.

ويهاجم الفيلم قناة "فوكس نيوز" ودعمها اليمين الأمريكي، كما يلقي الضوء على الخطر الماثل في إدارة مثل هذه الشركات للمؤسسات الإخبارية الكبرى، ويثير فيلم "الخداع" الكثير من التساؤلات حول مبادئ التغطية الإعلامية. ففي غضون ساعة وربع الساعة، يفكّك Outfoxed ــ واستناداً إلى شهادات موظفين سابقين في "فوكس نيوز" ــ أساليب المحطّة التلفزيونية الأمريكيّة في التحريف والخداع.

يقول مخرج "الخداع" روبرت جرينوالد : "إن فيلم الحقيقة الكاملة عن حرب العراق، يظهر أن إدارة بوش لم تكن أمينة في عرض الأسباب التي دفعتها لخوض الحرب، وهو ما أثار شكوكاً استطاع الكثير من منتجي الأفلام إثارتها بينما عجز الصحفيون عن ذلك". ويضيف في مقابلة مع شبكة الـ"بي بي سي" : "إن هذا الفيلم يبلغ المرء بمن يصوت له، ومن لا يعطيه صوته.. إنه يقول للمشاهدين هاهي الأسباب التي دفعتنا لخوض الحرب، وهاهو الدليل على أنها لم تكن أسباباً مقنعة.. إن ما يعرضه الفيلم حقائق وليست مجرد رأي".

الوثائقي الذي لاقى قبولاً ومصداقية كبيرين بين الأمريكيين، وصفته مجلّة "ماريان" الأسبوعيّة الفرنسيّة، بأنّه الفيلم الذي ينبغي عرضه في المدارس والمعاهد كافّة، وخاصّة معاهد الصحافة. ففيه تلخيص (مركّز) لكل ما يتعيّن على الصحافي أن يتجنّبه: الغشّ، التضليل، إخفاء الحقيقة، خوض حملة سياسيّة لصالح طرف سياسيّ دون آخر، تحريف أقوال الخصوم.

دعم إسرائيل وبنائها.. في وعي موردوخ
تستثمر مجموعة موردوخ داخل إسرائيل من خلال شركة NDS News Datacom ، التي تعمل في مجال التكنولوجيا الرقمية والاتصالات، وقد ارتفع عدد العاملين في هذه الشركة من 20 شخصًا إلى 600 خلال 10 أعوام، طبقاً لما نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست" في عددها 27-06-2001، إذ يحصل مورودوخ على تسهيلات ضرائبية كبيرة في الدولة الصهيونية.

وحول الدعم الإعلامي (الموردوخي) لإسرائيل، أرجع الصحفي، جاسون دينز، في مقال نشره بصحيفة "ميديا جارديان" 5 نوفمبر 2001، حول أسباب استقالة "سام كيللي" مراسل صحيفة "التايمز" في أفريقيا، أرجع الأسباب إلى الرقابة الصارمة المفروضة على تقاريره حول قضية الشرق الأوسط ، على اعتبار أن تقاريره موالية للعرب.

فإدارة التحرير الموالية بالكامل لإسرائيل ترفض تماما نشر أي موضوعات تتحدث عن عمليات الاغتيال الإسرائيلية المتعمدة أو العمليات التي يكون ضحيتها أطفالاً، أو العمليات التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين، وقد غضب مديرو شبكة موردوخ بشدة لأن مراسل الصحيفة أجرى حواراً مع وحدة من الجيش الإسرائيلي متهمة بقتل صبي فلسطيني.

كما أن صداقة موردوخ لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، آريل شارون، والاستثمارات الضخمة التي يمولها الأول في إسرائيل، وحرصه عليها، تقف حائلا دون نشر التقارير كاملة كما هي.

ويضيف جاسون دينيز : "إن مثل هذه العلاقة بين روبرت موردوخ ورئيس الوزراء الإسرائيلي تنعكس على سياسة التحرير في صحيفة التايمز.. فالحرب الكلامية بين طرفي النزاع في الشرق الأوسط لها دورها الحاسم في توجيه الرأي العام". ويتابع نقلاً عن كيللي : "من الصعب أن تجد صديقاً قوياً لإسرائيل يمكنه التأثير على الرأي العام بنفس قوة صحيفة مثل التايمز".

وجاء نشر هذه الاعترافات، بعد أيام قليلة من إعلان الصحفي البريطاني المعروف ومراسل صحيفة "اندبندنت" روبرت فيسك أن "وسائل الإعلام الغربية خضعت للضغوط الإسرائيلية في تقاريرها المتعلقة بالصراع العربي الإسرائيلي أثناء انتفاضة الأقصى".

ولا يتردد رؤساء تحرير الصحف "الموردوخية" في اتهام أي كاتب أو معلق يتعاطف مع الحق العربي في الصراع مع إسرائيل بأنه معادٍ للسامية، وهي التهمة التي من الممكن أن تنهي حياة هذا الكاتب المتهم عملياً، وتجعله يفكر جديا في البحث عن مورد رزق آخر غير الكتابة أو الصحافة.

فقد اتهم رئيسا تحرير صحيفتي "هيرالد صن" و "كوريير ميل" محرر صحيفة New Statesman "بيتر ويبللي" بأنه معاد للسامية لمجرد أنه نشر مقالاً شرح فيه أسباب دعم حكومة توني بلير للحكومة الإسرائيلية، وهاجم هذا الدعم. وقد رفض ويبللي هذا الاتهام، ودافع عن موقفه في مقال آخر، موضحا أنه لم يتعرض في مقاله لما يمكن أن يوصف بالعداء للسامية، ولكنه في الوقت نفسه أكد على أن هذا الهجوم عليه ليس إلا للحفاظ على مصالح موردوخ في إسرائيل.

النشأة وبدايات الصعود

ولد كيث روبرت موردوخ في 11-3-1931بمدينة ملبورن الأسترالية، ونشأ في أسرة غريبة التكوين؛ فجده لأبيه كان رجل دين، بينما كان جده لأمه أحد المعروفين بلعب القمار، وكسب الأموال من الطرق غير المشروعة، فورث عنهما اتجاهاته اليمينية، وحب المال والسعي وراءه أينما كان.

وكان والده يملك أكبر صحيفتين في أستراليا مما جعله أكثر الإعلاميين أهمية في تلك الفترة، وقد حصل على لقب فارس لما قدمه من خدمات للدولة، كما شغل كيث الأب منصب المستشار الإعلامي لرئيس وزراء استراليا أثناء الحرب العالمية الأولى، بيلي هيوز.. وكان حلمه أن يورث أعماله لولده إلا أن روبرت الابن خيب أمله بتقدمه البطيء في العمل.

وقد التحق روبرت بمدرسة "جيلونج جرامر" التي تخرج فيها الأمير تشارلز، ثم أكمل دراسته في جامعة أوكسفورد البريطانية، وهناك في أكسفورد تفاعل مع الحياة السياسية، وعايش صعود التيارات اليسارية والليبرالية ومعركتها مع التيار المحافظ ، وأُعجب بالأفكار الماركسية فأخذ منها ما يتماشى مع فكره الرأسمالي الذي اكتسى بعد ذلك بمسحة "الاستغلال والانتهازية".

وفي هذه الفترة كان والده يعاني مشكلات صحية في القلب، ومع قلقه حيال مستقبل ولده ــ الذي كان يهدر وقته ونقود دراسته على الحفلات ــ طلب من صديقه "اللورد بيفربروك" صاحب صحيفة "دايلي اكسبريس" في لندن أن يوظف روبرت في صحيفته.وسرعان ما اكتشف روبرت مواهبه الصحافية في صياغة المقالات واختيار العناوين الأكثر جاذبية.

في العام 1952 توفي والده غارقاً في الديون، مما اضطر الأسرة إلى بيع كثير من الأسهم والممتلكات الأخرى لسدادها. وقد استكمل موردوخ الصغير دراسته ليحصل على درجة الماجستير من أوكسفورد، وليعود فى العام 1953 إلى استراليا محاولاً إحياء صحيفة "ذي نيوز" الصغيرة التي تركها له والده، لكنه أخفق في اكتساب ثقة الناشرين خاصة مع انتشار سمعته كشخص يفتقر إلى الخبرة. إلا انه كرس وقته وجهده لتعلم واكتساب الخبرة اللازمة لإدارة الصحيفة التي منها انطلقت مسيرة الإعلامي الذي سيُعطى كل أنواع الألقاب في ما بعد، من "بارون" إلى "عميد" و"ملياردير" وصولاً إلى "إمبراطور الإعلام".

وكانت أول مواجهة لروبرت مع الصحف المنافسة في أستراليا هي التي حولت تفكيره من العمل بشكل "عادي" إلى العمل بشكل "تنافسي متسلط"، حيث تسلم خطاب تهديد من مجموعة إعلامية منافسة عقب بداية عمله كرئيس تحرير إما ببيع الصحيفة لهم أو الاستعداد للمنافسة بلا هوادة، فكان رد موردوخ هو إشعال المنافسة من ناحيته، حيث حافظ على تعاقدات الإعلانات بتقليل أسعارها، وعزز الصحيفة بالكاريكاتير والقصص المصورة الصغيرة التي تجذب أعدادا كبيرة من القراء، ثم قرر الهبوط بسعر بيعها.

بدأت صحيفته تستقطب الاهتمام منذ العام 1959 بعد انضمامها إلى صحيفة "سيدني مورتينج" في حملتها الناجحة ضد الحكم بالاعدام على "ماكس ستيوارت" المتهم في جريمة قتل. وعلى الرغم من أن مدير تحرير "ذي نيوز" روهان ريفيت هو الذي شن الحملة إلا أن الفضل كله نسب إلى موردوخ.. ومع السمعة الجديدة التي اكتسبها بدأ موردوخ يؤكد ويرسخ وجوده بقوة في مجال الإعلام بأستراليا.

وربما ساعدت الأجواء السائدة في أستراليا في سنوات الخمسينيات على تشجيع موردوخ في توسيع ثروته الإعلامية؛ فالصحافة الأسترالية في هذه الفترة كانت مزيجا غريبا من المدرستين الإنجليزية والأمريكية، وكانت تعتمد كثيرا على العنف وفرض السيطرة والقوة في مناقشة السياسة الإعلامية بين دور النشر ورؤساء التحرير. ويمكن أن يكون موردوخ قد رأى فيها نقطة ضعف يمكن من خلالها فرض سيطرته، وخلق نفوذ خاص به وسط هذا الصراع، مستغلا نقطة الضعف المهمة، وهي أن التحرك العملي أقوى من الكلام دون تنفيذ.

ويمكن تأكيد هذا التوجه من خلال السياسة التي اتبعها لتكبير حجم سلطته وممتلكاته الإعلامية؛ فكان لا يتردد في شراء أي جريدة على وشك الإفلاس، وكان يسعى للدخول في شراكة مع الصحف الكبرى حتى ولو بالقدر اليسير أولاً، ثم يتحين الفرص لزيادة نصيبه، عاملا بالحكمة القائلة "إذا أردت أن تمسك بالذراع فعليك أولا أن تمسك بالإصبع"، وتكفي الإشارة إلى أنه عام 1960 ــ أي بعد 8 أعوام من عمله الفعلي في الصحافة ــ اشترى 3 صحف ومحطة تلفزيونية ناشئة في أستراليا. وقد عمل على تشكيل لوبي إعلامي للضغط على المشرّعين الاستراليين، حتي يغيروا القوانين لمصلحته.

لم يمض وقت طويل حتى أخذ موردوخ ينطلق إلى العالمية.. فشارك في حرب تنافسية لشراء صحيفة "نيوز أوف ذي وورلد" البريطانية عام 1968، وفاز بحصة 4% من الصحيفة، وفي العام التالي قام بشراء صحيفة "الصن" في لندن وكانت الصحيفة وقتها تخسر 5 ملايين دولار سنوياً لكنه نجح في إضفاء الجاذبية على الصحيفة بتحويلها إلى واحدة من الصحف الصفراء ونشر الصور الفاضحة، ليزيد توزيعها بذلك من 600 ألف إلى 4 ملايين نسخة لتعود من جديد إلى در الأرباح.. وبعدها قام بحيازة صحيفتي "التايمز" و"الصنداي تايمز".

وبعد أن تأكدت سمعته كرجل أعمال عنيد وصاحب عزيمة فولاذية في انجلترا واستراليا، قرر موردوخ التوجه إلى الولايات المتحدة، وقد اضطر لتغيير جنسيته 3 مرات لكي لا يعامَل كأجنبي عند دخوله أمريكا. وفي العام 1973 اشترى صحيفة "اكسبرس نيوز" ليتبع معها أسلوبه المعهود في تحويلها إلى واحدة من الصحف الصفراء الحافلة بالصور والقصص المثيرة. ورصدت عينه الصحف التي تعاني من مشاكل مادية؛ فوقعت في عام 1976 "نيويورك بوست" تحت يديه وهي على مشارف الاحتضار، ومارس عليها نفس الأسلوب الذي اتبعه مع صحيفة "التايمز" اللندنية لتنطلق من جديد، وتتخذ لها موقعًا جديدًا في عالم الصحافة الأمريكية.

وفي العام ١٩٨٥ أصبح موردوخ مواطناً أمريكياً، الأمر الذي سمح له بامتلاك وسائل إعلامية في الولايات المتحدة، حيث أن القانون يمنع على غير المواطن الأمريكي امتلاك مثل هذه الوسائل. لذلك، فقد أنشأ عدداً من الصحف المحافظة ذات الاتّجاهات الموالية لإسرائيل والولايات المتحدة والمناصرة لفرنسا، وكانت هذه الصحف ناطقة بلسان المحافظين الجدد.

ودخل في صفقة من عمليات الحيازة في سوق الإعلام الأمريكي، ليصل عدد حيازات شركته بحلول عام 1992 إلى 80 صحيفة ومجلة. كما شرع في شراء محطات تلفزيون مستقلة في جميع أرجاء الولايات المتحدة، ومن ثم أسس شركته "فوكس جروب" التي تمكنت من التنافس بقوة مع كبار اللاعبين في المجال.

وفي العام 1996 اشترى موردوخ مجموعة World Communications بالكامل، ثم قام بضم قنوات مجموعة "فوكس" معها، وبدأ في تشغيل شبكة فوكس بشكل جديد لينافس بها شبكة الإخبار العالمية "سي إن إن" CNN.

وكخطوة تمهيدية لهذا النجاح اتفقت المجموعة مع "الشبكة الأمريكية لتوزيع القنوات التلفزيونية من خلال الكابلات الأرضية TCI؛ لضمان وصول برامجها إلى جميع المشاهدين، وليس فقط من خلال الأقمار الاصطناعية، كذلك مدت نشاطها إلى البرازيل والمكسيك في تعاقدات مماثلة للوصول إلى وسط وجنوب القارة الأمريكية.

وبحلول عام 2002 استطاع موردوخ أن يستحوذ على حصص في أكثر من 750 مؤسسة اعلامية في العالم ونقل مقر عمله الرئيس من استراليا إلى الولايات المتحدة. إذ تصل عائدات شركته اليوم إلى 25 مليار دولار سنويا.


ــــــــــــــــــــــــ
علي عبدالعال