الأخ العزيز أبا شامة المغربي
تجربتي مع الرسائل الخطية امتدت سنوات
فقد راسلت المجلات الأدبية منذ سنوات الجامعة ، وكنت أتأنق في الكتابة الخطية ، ونشر البعض القليل من قصصي آنذاك .
وكنت في غاية السعادة ، عندما أكتب قصة جديدة ، وأقوم بعرضها على الأصدقاء ثم أرسلها إلى صحيفة أو مجلة .
وامتدت التجربة أكثر ، منذ أن سافرت إلى الغربة في الكويت ( منذ 13 سنة ) ، حيث كتبت رسائل مطولة إلى أهلي وزوجتي ( قبل أن تأتي للكويت وكنت قد عقدت عليها حوالي العام ) ، وأذكر أنها كانت تسحي مني في أول الأمر ، فتطلب من أمها - رحمها الله - أن تكتب العنوان على المظروف ، بينما هي تكتب أسطرا قليلة بالكاد في الرسالة ، تطالبني فيها بالإكثار من الرسائل والحكي والقص وما إلى ذلك ، وعندما طورت الطريقة فأرسلت لها شريطا مسجلا ، وكلي أمل في أن ترد بشريط صوتي ، ردت عليّ برسالة خطية طويلة قليلا ، وعدنا إلى نقطة الصفر وهي الرسالة الخطية .
والغريب أنني اكتشفت منذ فترة قريبة ( لي عشر سنوات متزوج ) أنها تحتفظ بكل رسائلي إليها في منزل أهلها ، بينما أنا فقدت رسائلها لي ، أين لا أدري . وعندما نظرت في بعض ما كتبته بقلمي إليها كنت في غاية السعادة، فقد عدت إلى سنوات خلت حينما كانت الحياة ممتدة أمامنا ( شباب وأحلام ورغبات وانطلاق )، هذه الروح انزوت قليلا مع صعوبات الحياة ، وكثرة الأعباء .
شكرا لك سيدي ولك خالص تقديري أنت والأخوة الكرام .
د. مصطفى عطية