الطّيْـفُ الزَّائِـر
هُزِّي ، إليكِ ، عَواطفي ، ومَشاعري
إنْ كُنتِِ لا تَدْرينَ , حُبَّ الشَّـاعرِ
يا رَبَّةَ الإلهـامِ ، قدْ عَصَفَ الهوى
بالمُستَجيرِ ، مِنَ الهجـيرِ ، بهـاجِرِ
قيسٌ أنا ، ليلايَ ، أبحثُ ، عَنكِ في
كـلِّ الدِّيـارِ ، بكلِّ طَرْفٍ ، حائـرِ
و أكـادُ ألمَحُ طَيْفَكِ ، السَّاري ، إذا
ما لاحَ بَدْرُ الدّاجيـاتِ ، لنَـاظِري
و أمُدُّ كـفّي ، لِلّقـاءِ ، فلا أرى
إلا يدي الأُخرى ، تَلُـمُّ ، خَواطِري
مازِلْتِ لحناً ، في القصيـدةِ ، ساحراً
يُغْري القصيدَ ، بكُلِّ لحْنٍ ، سـاحِرِ
أُغرُودةً هَتَكَتْ حِجابَ الغيبِ ، عنـ
ـدي، ما سَمِعْتُ مثيـلها ، مِنْ طائرِ
ما أبدَعَ النّغمـاتِ حينَ تَشُفُّ ، عن
بَـوْحِ المَواجِدِ ، بـالحديثِ الآسـرِ
وفراشةٍ ، حامَتْ ، على زَهْرِ الهَوَى
أوْ نَحْلَةٍ ، حَطَّتْ ، بِروْضٍ ، زاهِـرِ
هامَت بهِ ، حَيْرى ، وهامَ بحُسْـنِها
يالَلْفُتُونِ ، عـلى الفُتُونِ ، النَّـادرِ
غَزَلٌ ، رقيقٌ ، وارتعـاشُ جَوانحٍ
وهَسيسُ أقـراطٍ ، وهَمْسُ مَشـاعرِ
فهي الأثيرةُ ، في خيَالاتِ الـهَوى
وهـو الْمُحَكَّمُ ، بالخيـالِ ، الطَّافـرِ
أمْسى يُؤرِّقُني ، و يُقلِقُ مَضجَـعي
و يَرُدُّني ، مِنْ خاطِـرٍ ، لخَوَاطـرِ
أغْـلَيْـتُهُ ، عِنْـدي ، و أعلَمُ أنَّهُ
طَيْفٌ ، و لَيْسَ الطَّيفُ ، مِثْلَ الزَّائرِ
يا طَيفُ ، هَـلاّ مَـرَّةً ، واعَدْتني
عِندَ الأَصيلِ ، عَلى بِسَاطٍ ، ناضِـرِ
وَ مَلأتَ أطرافَ الجنَائِنِ ، بَهْـجةً
وقَرأتَ ، في عَيْـنَيَّ ، حُزْنَ الشَّاعرِ
فَرَدَدْتني طِفْـلاً ، يُناغي ، وردةً
و رَسمْتَ ، لي ، أُخْرى ، بلَوْنٍ آخَرِ
و كَتبْتَ حَرفـاً ، ثُمَّ آخَرَ ، جَنْـبَهُ
وتركتَ عِطركَ ، فـاغماً ، بدفاترِي
وتركتني ذكرى على طلل الهوى
أو عشتَ مِسْـكاً , في مدادِ محابري
فإذا كتبتُ فأنْـتَ سِحْرُ قصائدي
وإذا غفوتُ فأنْـتَ مِلْءُ محـاجري
* * *
نيسان 2001