قصيدة ..أعتز بها ..لانها كانت بداية الانطلاقة الشعرية بالنسبة الي ..لا اعتقد انها تمثلني حاليا ..لكنها تمثل العصامية التي انطلقت منها..وكانت أول نص يحضى بشرف النشر في ملحق جريدة بيان اليوم الثقافي..





الى الوردة المنبثقة من المقابر
الى ..من يعبق اريجها في الوطن
وأذني ترشفه رحيقا..على قدر
السماء ذات البروج
الى م..س..
..................
انكسر اليوم عن سباتي
في ضيق هذا السهاد
وأولج الصمت في كلام
ممتشقا طيف العبور
تحملني امي على نعشي
تطوف بي عالم السماء
والقمر الاسود تعرى
لنحبر من بياضه
ونكتب الهم بين ظلين
ظلي
وظل ظلي..
بينهما قبر يهد
..................
أنت ..أنا ..صرخة وليد..
جيئيالى ..وعاهديني
ان نقسم الهم شطرين
ابتلعي طول المسافة
واقترفي جرعة العبور
تلك التي تمنح الوصول
ونسال الريح ..عن نجوم
يعشقها القمر العبوس
...........................
يا طفلة فاح هوسها.. من
بين المقابر.. والضجيج
أي يد توقف السباق ؟
أي يد تمسك الاريج
ارى مخالبها.. رمادا..
تسفه عتمة الليالي
ومملكات الجنون والشعر ...والشفع والوتر..
وليالي القهر.. والعسر والحصار الحرفي ودمع الشموع
بين الجدران...والسهر الحزين
لأعصرن الزمان عصرا...وأخرجن من العصير ..
شاعرة تطوي الحياة في البحرف والكلمات طيا..
وأخرجن من الوجود..الى الوجود..على لوجود..
اسراره الجامدة فينا..
................................................
يا طفلة سافرت الينا..
في ليلة قرمزية..تتلو..غربة الماء والتراب
لغو المجانين في سراب
في هبة كالنسيم تهفو..
تركن في جسد ..خراب..
غرابة..فالفضول كنا..
نحمله في جراب
كنا ببوح لهم..نفوح
كالمسك ..كالحبر والنزيف..
كالعوسج الذابل الملوث
كالحب
ذي القصف والدخان
في قرية من ضفاف لبنان
هكذا كنا..وكنا..
كالهرج الدافئ..نغوووص
في جعبة الكوكب الكبير
ونبزغ اليوم من عيونه..
اشعة في مدائن الهمس
والشمس تغرب في القصيد
..................................
يا طفلة الجرس ..في سبات
احلام أجيالنا النحيفة
لا تغربي...فالغروب قبل
محق النهار ..انتحار كون
شمس النبوغ التي تبدو
مشرقة في الليل ..ليست
الا جنينا..ما يزال ..
في حوصرات الوحل..
مرتكضا..
منتظرا ساعة المخاض
حقيقة
سيولد الفجر حين نصحوا
يولد طفلا ..كالبراق....يسرق همس السماء ذات ...
البروج...يمنحنا غموض..عالمنا المسحوق بين...
انامل تجدف على الورق
تود ان تعبر الجحيم..تمسك اغصانا تدلت ..
على مدى الشوف والعيون..محدودة
لا ترى النعيم...بل تتطاول في مداها.
وهكذا الشوق ..والحنين..ينجرفان مع الجنون..
وفي مذكرة امرأة ...ابقى جنيا هزيلا ..
يرقص بين النار والطين
..................................يا ربة العالم المقيد
فكي قيود يديك ..حتى..تستطعيالصلاة بين
أهل تمود..
صلي ..فهذا الوتن حي..
عزته ترعاك حين
تمسين او..حين تصبحين
شدي عليه ..وعانقيه..
وابكي ايا طفلة..وجوبي
شوارع الدرب الطويا
واحكي ..لنا اسرار جحر
ذابت أهاليه..وسالت
في كوة الصمت الرهيب
وبيننا هذه الطريق
مسافة كبرى..تتيه
فيها مواكبنا الصغيرة
تغرق في فيض النبوذ
واعيننا الكئيبة..
لم تنطفئبعد في النبوذ
تظل شاخصة..تظل..
تجني الزنابق من منافي..
تبدو نوافذا عجاف
في كل نافذة زوايا..
تراكم فيها الغبار..
استوحشت كالغاب..تنمو..
فيها العناكب والزهور..
ومملكات الجنون والبشعر..والشفع والوتر..
وليال القهر والعسر..والحصار الحرفي..ودمع..
الشموع بين الجدران..والسهر الحزين..والموت
في شرنقات هذا النبوذ...لاعصرن الزمان عصرا
وأخرجن من العصير..مدينة ترحل الى الشعر..
.................................................. .........
يا طفلة انبثقت ..وباتت
تعدو..مع القمر البعيد..
تقرأ في صحوة كتابا..
مبعثر الصفحات ..كان
كالجرح مصفوف الصداح
قرأت في وقعك المجسد..
نبوة العشق ..خصلتيك..في
زمن الغضب المهند
تهفو مع الريح..في زكام
مدينة عرضها السماء
وطولها عالم مكدس
يبتكر الوشم في السحاب
يقتلع الخبز من قضاء
ونحن نبقى على الحصير..
نمارس الجنس في كلام
.......................
أبوابنا الهشة تدب..
في بوتقات تدق صمتا
تهمس في أذن المؤذن
كي يزعج الموتى..وقبل
الفجر تعوي الذئاب( حيى)
وهكذا ..نشذب الاغاني..
في زمن الغضب..
في زمن..
تقاذفت فيه ******************..بالخبز..
وهكذا ينهد راسي
في وجع الحي الشريد

1987



...