(1)
....كزهر اللوز انت ..
دافيء ..كما شعاع تسلل هاربا يستبق مويجات البحر عند الغروب..
كنسمة سحر باردة ..وسلام من حنانيك يلف السماء..
كورقة زيتون ..لا تجف ولا تيبس ..رطب كالندى ..غزير كرمال الصحراء ..زاخر كالمطر..قريب أنت قريب ..ليت لي أن أجدك..!
كزهر اللوز ..ليس له وصف بأحرفي يفيه ..سوى أنه كزهر اللوز ..كيف أجدك..!
لعل الشجر لا يزهر في الربيع ..أو لعل الغيم لا تمطر ..أو لعلها أرضنا لا تنبت ..كم سأنتظر ..وهل سأجدك ..؟
كزهر اللوز وعودك ها تورّق..
أظلتني أمس نفحات من عبيرك ..جلست طويلا أنتظر ..قدومك ...كزهر اللوز عند بواكير الربيع ..قبل أن يزهر الزهر يزهر ..تناثرت على حشائش الأرض بتلاتك ..وتطايرت أزهار لوزك....وعبق زفرت به أنفاس الهواء الهادئة ..كانت هنا من حولي وبقبضتي قبضت حفنة من أزهارك المتناثرة ....وتطايرت ..أيضا ..تطايرت ..لم يبق منها شيء ..لم يبق منها سوى انتظار عودتك ومجيئك .
(2)
....
حتى لو التفت الأشواك واختنقت بها أعوادك ..سوف أجدك ..أتلمّس رائحة زهرك ..وخضرة أوراقك ..وازهرار براعمك...وتينّع ثمرك ...لو تدري...كم ..وكم أنتظرك ..
قالوا..
إنتظري الربيع ..فاللوز يزهر في الربيع..والربيع آت وقريب ..وتلفّتي له لا تنسي..تلفّتي لزهر اللوز عندما يأتي الربيع ..
ولكن...
الشتاء أقبل ..و ..ليله طويل ..وبرده قارس ..وغيمه كثيف ..وشمسه تشرق_ إن أشرقت _على إستحياء...
والقلب قد يتعب ..والعين قد تسيل ..والخاطر قد ينكسر ..
غير أني سأظل ..فوق تلتي أنتظره ..سأكفكف دمعي ..وأقبض على خفقات قلبي ..وسأجبر خاطري ..لن آيس ..ولن أستسلم ...لعل الوقت لم يحن لكي أجده ..ولكني سأجده ..ورب الكعبة ..سأجده ..سوف أجده وأتلفّت إليه ...سأجده.
(3)
.....
يا لرياح الشتاء كم هي قاسية ..عندما تغضب ..أو تثور ..
عندما تقتلع_دون قصد منها _ الشجر أو تهوي ببواكير الثمر ...
.قد يصادفها زهر لوز هنا أو هناك ..بضعفه وهشاشته ورّقة بتلاته ...
.فيهوي ولمّا ينعقد منه الثمر ..وتسحقه الأقدام ..ويولوثه غبار المدافيء ..
عندها سيظل شجر اللوز عار لا ورق يلّفه ولا زهر يزينه ..
ستنحني أغصانه خجلا .
.وتطأ بانحناءها سحيق الأرض .
.بحثا عما يستر عورتها..
.لن تجد ....
حينها ....
ستسمع أنينا حزينا يشقّ الربيع ..
.ويتسلّل الصيف ..
ولا يحدّه الشتاء ..
أرأيتم!!
[align=left:96d6f84759]يا لرحلة زهر اللوز كم هي مضنية ![/align:96d6f84759]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صلاح الحسن