الطائر الذي أسلم نفسه للرياح
كان طائرا" ملولا" , فما إن يطير إلى قبة السماء , حتى ينتابه شعور بالهبوط وما إن يهبط حتى ينتابه شعور بالطيران , هبوط وطيران , تمزق مزق صدره الضئيل لكنه فتح جناحيه مرة وترك الرياح تحمله فشعر بجمال التعلق بين السماء والأرض تهف به الرياح وتعلو به قليلا"
حالة من التعلق لا يشعر فيها بجمود الأرض وثباتها ولا بكثرة الأهواء والتقلبات في الفضاء , وأحس بأنه بحاجة للإنعتاق من الحالتين في كل يوم , أن يترك للريح حرية أخذه أينما يريد , لكنه اكتشف أنه كلما أنعتق في خلواته المعلقة , كانت الريح تعلو به ثم تنقلب تاركة له حرية اعتلائها , فيضرب بجناحيه ويشعر بأن تقلبات الريح أصبحت جمالا" متدفقا" ما كان ليتذوقه لولا انعتا قه , يغير مساره يعلو ويهبط ويتقلب ويأخذ مسارات متعرجة متناسبة مع الريح واصلا" إلى هدفه مكتشفا" المسارات السرية في الحياة تاركا" الإنسان يسلم نفسه لتأمل صلاة هذا الطائر السعيد .