حملة الجزيرة والعبرية لاستعادة مجد إسرائيل


حين كانت القنوات تعيد مرات ومرات مسلسل رأفت الهجان , الجاسوس المصري في دولة الكيان الصهيوني كنا ننتظر المسلسل بكل صبر , ونتحمس له وترفع معنوياتنا كثيرة, قلت للوالد ألا تتفرج على المسلسل قال يا ولدي رأفت الهجان كان أيام عبد الناصر وليس الآن , الآن كله حكي من اجل سد الفراغ الحقيقي.

اليوم الأمر نفسه يكرر مع القنوات الإعلامية العميلة والتي تتدعي النزاهة والحياد وما هي إلا قنوات ناطقة باللغة العربية وبالآمال العربية وتبث السموم كل يوم وتوجه الدفة كما تشاء, فالمجتمع

الدولي لن يستطيع أن يلغي الإسلام لكنه سيوجه الإعلام من الإسلام المتطرف ( المقاوم) نحو الوسطي المستكين , وهي خطوة نحو تفسخ هذا المجتمع عبر سلسلة من القنوات وبرامجها كالام بي سي ولواحقها التي نشاهد فيها السعار الجنسي يزداد يوماً بعد يوم .

حملة استعادة مجد إسرائيل عبر ضخ الماضي من خلال نكسة حزيران, فتشاهد كلا القناتين تلهثان في برامج هذه النكسة وتصوران البطل الأسطوري الذي استحل البلاد ونشر الذعر وهذا الضخ ما كان إلا لاستعادة أمجاد إسرائيل المنكسرة أخيراً في حرب تموز من قبل عشرات المقاتلين.

والغاية من ضخ هذه المواد وتعظيم من شان الكيان الصهيوني والتي نراها اليوم تتزعزع وتضطرب , يصب في ضخ القوة في شريان أمريكا المهزومة كذلك في العراق
لن تقدر هذه القنوات أن تقول قد فازت أمريكا في العراق وانتصرت النصر الساحق, لكنها تحاول أن توحي بقوتها من خلال قوة حليفتها , وإن كنا رأينا الجزيرة كيف طبلت لأمريكا أول الحرب هي والعبرية.

لو كانت تعمل الجزيرة بمهنية لكانت تحدثت بضمير الصحفي البارع الذي يعرف وينتظر هزيمة المحتل أينما كان في العالم , ولعلمت من أول الحرب على هذا الحدس. لكنها تواكب الموجة.
بكل الأحوال سمها يبقى أخف من العبرية المكشوفة للعيان وبذلك تكون أخطر منها بالطبع.

نقول أخيراً بعد الحرب الأخيرة فقد استفاق المواطن العربي على حقائق ساهم في تغيبها عن ضميره القنوات الرسمية وهذه القنوات التي تدعي الحياد , الكيان الصهيوني كيان هزيل بمجرد النية على إزالته سيزول وتحرر فلسطين . كفاكم سخرية بعقول المواطن العربي الذي عرف هزل هذا الذي تضخون فيه البطولة عبر استعادة أمجاده ليل نهار على قنواتكم العميلة.