المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رضا محافظي
أستاذ طارق شفيق حقي،
و عليكم السلام و رحمة الله،
كل حضاراتنا و علومنا صارت من التاريخ، هي لنا فخر بكل تأكيد، لكنها ليست الوسيلة التي نعتمد عليها الآن للنهوض.
غيرنا استفاد منا حين كنا، أو حين كان أسلافنا، في أعلى درجات الرقي، و لا بعد أن نفعل نفس الشيء الآن، أي أن نستفيد مما وصل اليه غيرنا و نواصل الطريق،
لك جزيل الشكر على تعليقك،
تقديري و احترامي
المثاقفة أمر ضروري للامة
لكن الشجرة قبل أن تنمو لها الأغصان, يكون لها الجذر
وكل شجرة بلا جذور فيه نهب العواصف ونهب العولمة
ثم نرى ان التقدم الغربي كان في مجال واحد فقط وهو المجال المادي , ويوازيه تخلف في المجالات الأخرى
كمثال على رسالة المربد في المجال الأدبي والفكري
فأقوال المحدثين في الأدب واللغة من الغربيين لا تختلف عن كلام الجاحظ والجرجاني وابن جني وعلماء اللغة الذين فاقوا المحدثين في هذه العلوم والأمثلة كثيرة لو أحببت أن أتيك بالأمثلة الدقيقة, ولكن جهلنا بها يضاعف الخسارة الحضارية
مثال واحد من كتاب الكتور عز الدين إسماعيل المصادر اللغوية والأدبية في التراث العربي
الخصائص: مؤلفه أبو الفتح عثمان بن جني ولد بالموصل, يبحث الكتاب في خصائص اللغة العربية وإن اشتمل على مباحث تتصل باللغة بصفة عامة مثل البحث في الفرق بين الكلام والقول والبحث في أصل اللغة: إلهام هي أم اصطلاح أما بقية الأبحاث فتختص باللغة العربية وفلسفتها ومشكلاتها.
كتاب الخصائص لابن جني يقف بموضوعاته اللغوية العميقة وأسلوبه المنطقي في الحديث وثقة صاحبه في الرواية والحفظ شامخاً بين كتب اللغة العربية , ولا نبالغ إذ قلنا أنه يضارع ما يظهر اليوم في الغرب من أبحاث لغوية جادة وعميقة ولن نتبين هذا إلا إذا عكفنا على دراسة موضوعاته دراسة متأنية ووضعناها جنباً إلى جنب مع نظائرها في الأبحاث الحديثة التي يدعي أصحابها أنها جديدة كل الجدة.
تحياتي