سيدي ....
تحية نافحة وبعد ...
أولاً سأورد لك مقاطع من نثر هذا الرجل //:
الأحرار
الرب ليس شرطيا
حتى يمسك الجناة من قفاهم،
إنما هو قروى يزغط البط،
ويجس ضرع البقرة بأصابعه صائحا:
وافر هذا اللبن
الجناة أحرار لأنهم امتحاننا
الذى يضعه الرب آخر كلّ فصلٍ
قبل أن يؤلف سورة البقرة
الطائر
الرب ليس عسكرى مرور
ان هو إلا طائر،
وعلى كل واحد منا تجهيز العنق
لماذا تعتبين عليه رفرفته فوق الرءوس؟
هل تريدين منه
أن يمشى بعصاه
فى شارع زكريا أحمد
ينظم السير
ويعذب المرسيدس؟
يا أخي الفن أن لا تخدش الذوق العام .. أو أن تتعدى على شيءٍ أنت في الحقيقة لا تعرفه ، هل أنت تعرف ( الرب ) كي توصفه ..؟ هل رأيته ؟ هل كلَّمته ؟ ...
فهذا تحايل على الفن الذي هو الشعر ، ولوكان رجلا .. لما رضى ..
أنا لن أتدخل من وجهة نظر دينية ... لإن الأمر محسوم ومعروف حكم من يستهزىء بلحية أخيه المسلم فما بالك بمن يستهزىء على الله - خالق الكون - ؟
ولكن أقول أن وجهة نظر الفن في الشعر هو الشعر الحقيقي ( لاحظ الاشتقاق من لفظة الشعور ) الشعر الذي يحلق بالإنسان ، ويثريه ، ويغني خياله ... ومعروفون هم هؤلاء الشعراء على مر الدهور .. هم الذين رسخوا في أذهاننا الجمال وقيم الفن .. وفلسفته ... هم الذين عاشوا قامات وماتوا كذلك ...
أما الردىء المسف من الشعر فهو فن شاعر مغمور لم ينل حظا من الشهرة ، ومن نقصان شخصيته وضعفه ينبح في البدور ولا ينالها لأنه ليس فناناً حقيقاً .. وإنما كما قال الشاعر المعاصر ( أيضاً ):
نبحتْ كلابُ الأرض في بدر السما ....
هل للكلابِ ...إلى البدور ... سبيلُ ؟
وهو مجرد ابن .. من أبناء العصر المتغير المتزنخ قلباً وعقلا .. يريد أن يخبط يمنة ويسرة كالعقور .... لكي تراه الناس ... ضعف في الشعر والشخصية ... وكل من شطح من الشعراء وخرج من دائرة الفن إلى دائرة الهلوسة والتخبيط حُسِبَ عليه ما فعل ... ولا شك فإن الناس تمتعض عندما تقرأ أشعاره ( وهم المقياس ) .... أما الطبقة القليلة من شواذ المثقفين ومدعي الشعر ( وأغلبهم علمانيون ملحدون ليسوا بفانيين ) هم الذين يصفقون ، مثلهم مثل أي ضال في دوّامة هذا الزمان ..
وعموماً ... تأكد أن الشعر المنثور سُبَّة في جبين كل من يكتبه ، وليس يلجأ إليه إلا المتشاعر أو الشعرور ... الذي يتضاءل أمام العروض والنغم الجميل ...
أنفح التحايا...
د.ماجد الرقيبة
سيناء .. مصر ..