الباب الأول

في الجملة

وفيها أربع مسائل: المسألة الأولى أن اللفظ المفيد يسمى كلاما وجملة، وأن الجملة تسمى اسمية؛ إن بدئت باسم، نحو: (زيد قائم)، وفعلية؛ إن بدئت بفعل، نحو: (قام زيد)، وصغرى؛ إن بنيت على غيرها، ك (قام أبوه)، من قولك: (زيد قام أبوه)، وكبرى؛ إن كان في ضمنها جملة، كمجموع (زيد قام أبوه).
المسألة الثانية في الجمل التي لها محل من الإعراب، وهي سبع: إحداها الواقعة خبرا، وموضعها رفع في بابي المبتدأ و (إنَّ)، نحو: (زيد قام أبوه)، و (إنّ زيدا أبوه قائمونصب في بابي (كان وكاد)، نحو: (كان زيد أبوه قائم)، (وكاد زيد يفعل). الثانية والثالثة: الواقعة حالا، والواقعة مفعولا، ومحلهما النصب، نحو: (رأيت زيدا يضحك).
والمفعولية تقع في أربعة مواضع: محكية بالقول، نحو: (قال: إني عبد الله)، وقال زيد: عمرو منطلق.
وتالية للمفعول الأول في باب (ظنّ)، نحو: ظننت زيداً يقرأ.
وتالية للمفعول الثاني في باب (أَعْلَمَ)، نحو: أعلمتُ زيداً عمراً أبوه قائم.
ومعلقاً عنها العامل، نحو: (لنعلم أي الحزبين أحصى)، (فلينظر أيُّها أزكى طعاماً).
والرابعة المضاف إليها، ومحلها الجر، نحو: (يوم هم بارزون)، (يوم ينفع الصادقين صدقهم).
والخامسة: الواقعة جوابا لشرط جازم، إذا كانت مقرونة بالفاء، أو ب (إذا) الفجائية، نحو: (من يُضلل الله فلا هادي له)، ونحو: (وإن تصبهم سيئة بما قدَّمت أيديهم إذا هم يقنطون).
السادسة والسابعة: التابعة لمفرد أو لجملة لها محل من الإعراب، فالأولى نحو: (من قبل أن يأتي يومٌ لا بيعٌ فيه). فجملة النفي صفة ليوم.
والثانية نحو: زيد قام أبوه وقعد أخوه.
المسألة الثالثة في الجمل التي لا محل لها من الإعراب، وهي أيضا سبع: إحداها: الابتدائية، وتسمى المستأنفة أيضا، نحو: (إنا أنزلناه).
الثانية: الواقعة صلة، نحو: جاء الذي قام أبوه.
الثالثة: المعترضة، نحو: (فإن لم تفعلوا - ولن تفعلوا - فاتقوا النار).
الرابعة: التفسيرية، نحو: (ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء).
الخامسة: جواب القسم، نحو: (قال: فبعزتك لأغوينهم).
السادسة: جواب الشرط غير الجازم، نحو: (ولو شئنا لرفعناه بها).
السابعة: التابعة لما لا محل له، نحو: قام زيد وقعد عمرو.
المسألة الرابعة الجملة الخبرية بعد النكرات المحضة صفاتٌ، نحو: (حتى تنزل علينا كتاباً نقرؤه).
وبعد المعارف المحضة أحوالٌ، نحو: (ولا تمنن تستكثر).
وبعد غير المحضة منها محتملٌ لهما، نحو: مررت برجلٍ صالح يصلي، ونحو: (وآيةٌ لهم الليلُ نَسلَخُ منه النهار).