كان حسقيل وابنه وحماره
سوق المدينة المتجول
في القرى والقصبات المتناثرة في ارجاء الناحية الغربيةه
يبيع بضاعهه التي تهفوا اليها نفوس النساء والاطفال
وتنتظر قدومه ببالغ الشوق والرغبة
فتلك التي تومل نفسها بثوب رائع سيجلب قماشه حسقيل
كما وعدها المرة السابقة
وتلك التي تريد العطور والمسل والعنبر والديرم والبخور لتبدوا اجمل في نظر زوجها
ووو الى اخر الامنيات
لكل اهالي القرى الحالمة البعيدة تلك
كانت عشائر الدليم من اهم الزبائن عنده
ولكنه كان تاجرا ماكرا ذو دهاء عظيم كعهدهم دوما
يقسوا عليهم في البيع ويرفع اثمان بضاعته
ويجعلها تقصم ظهور الرجال
حتى يقال انه امتلات خزائن حسقيل بلذهب
من كثرة تجارته وطمعه وقسوته
ولكنه كان اشد البخلاء على نفسه وابنه وحماره
فقرر ذات يوم ان يزيد الارباح ويبحث عن منهل ثاني
للبيع فترك الدليم واتجه ناحية الشام
وفي طريق سفره لااح له من بعيد خان كبير
فقرر ان يركن اليه حتى يرتاح هو وابنه وحماره
فوضع رجله في الخان وقال لاابنه
اذهب الى ذاك الدكان الذي كان في طريقنا وقل له
نحن الضيوف حسقيل التاجر
قد طوى الجوع بطوننا وحمارانا وليلينا طويل نريد ان تسده بكرمك
فقال له ابنه
ابي الاتدفع حق البضاعة التي طلبتها
لنا ولحمارانا ولقضاء تسلية ليلينا الطويل هذا
زجره بخبث وقال له
امضي وافعل كما قلت لك وسترى من منا المغفل ياولدي ؟
مضى الابن حتى وصل الدكان وقال
مثل ماامره حسقيل اباه
نظر صاحب الدكان
الى اقصى ركن بعيد في دكانه وقال له
اتنظر الى تلك البطيخة هناك ؟
قال الابن
اجل اراها
قال له خذها احملها
سدوا جوعكم منها
وارموا قشورها علفا لحماركم
وبذرها تسلوا فيه لقضاء ليلكم
فان كان حسقيل اباك فاانا الفطنة امي
