(14) سطور من مواجيد أبي الطيب المتنبي
يوقظُني كافورُ الليلةَ
يُشعلُ فيَّ الرغبةَ
في الروميّاتِ الحُورِ
فيصُهلُ فرسي
أُبصرُني أنفُضُ حمّى الرهبةِ
أُمسِكُ عوديَ
أترنَّمُ بالشعرِ العذبِ الباقي :
هذي ليلةُ عيدي !
هذا حادي الحبِّ
يسيرُ بدرْبِ الفتْحِ دليلا
*
أفتحُ شبّاكي قلقاً
أخشى مجهولاً
يأتي
(هلْ يقتلُني كافورُ الليلةَ ؟)
أنهضُ مختنِقاً
أسترجعُ ذكرى الأيامَ الخضراءِ
وأفتحُ بابي للقمرِ الصيْفيِّ النشوانِ
فيُغمِضُ عينيْهِ ، ويزْورُّ يميناً عنِّي
وأظلُّ وحيداً
فوقَ السطحِ شريداً
وأٌقلِّبُ في ذاكرتي صفْحاتِ الرحلةِ :
أحببْتُ ديارَكِ يا مصرُ ، ونيلَكِ ، والشعبَ الطيِّبَ ، والشمسَ ،
وظلَّ الأيامِ المعطاءِ
وهذا كافورُ الخيْرِ يُحاورُني
يُغريني بالدّارِ الفخْمةِ
والراقصةِ المكتنزةِ
لكنِّي لا أُبصِرُ غيرَ الخوْفِ بداري
يجلسُ ، وأُحاورُهُ :
هلْ يأتي من أعماقِ القطْرِ الطيِّبِ
منْ ينشُرُ فوقَ الوجْهِ الخائفِ
ثوبَ الأمْنِ
ومنْ يُرجِعُ لي صفْوَ الأيامِ الأولى ؟
*
لا أملكُ غيرَ قصائدِ حبٍّ
في أختِ المحبوبِ الأوّلِ
لا أملكُ غيرَ شذى أحلامٍ مُزعجَةٍ .. تٌقلقُني ليْلاً
(غَنَّيْتُ كثيراً
وملأتُ الأرضَ بشعْري
والعبْدُ أَذاعَ
بهدْأَةِ هذي الليْلةِ
أنِّي أجْرمْتُ …
لأني غنّيْتُ قليلا
*
لا أملكُ غيْرَ الحرفِ الأبيضِ
وأُحاولُ أنْ أُقنِعَ هذا الزمنَ الجهْمَ
بأنَّ شموسَ النشوةِ
سوفَ تُظِلُّ زماناً
يعتنقُ الحزنَ
وقدْ غَنَّيْتُ كثيراً
للرَّعْدِ النافرِ خيْلاً
والوطنِ ـ الصُّبْحِ
وكنْتُ أعودُ لسيْفِ الدولةِ
تُدميني الطَّعَناتُ ، كسيراً .. ونبيلا
*
قال صديقي ذاتَ مساءٍ:
هذا قَدَرُ الشعراءِ
وأنتَ تصولُ ، تُسافرُ
في موْجاتِ الشِّعْرِ
وجُرْمُكَ : مازلْتَ تُحاولُ
أنْ تغسِلً جُرحَ الفرسِ الغائرِ
في ماءِ النهْرِ
غداةً
وأصيلا