النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الدكتــــور المهـــدي بن عبــــود ...

  1. #1 الدكتــــور المهـــدي بن عبــــود ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36



    الدكتور
    المهدي بن عبود


    عرفت أستاذي المهدي بن عبود في البداية عن طريق محاضراته التي كان يلقيها في أنحاء شتى من المغرب؛ وكنت أحس بانجذاب قوي لا يقاوم لأسلوبه وصدقه في الحديث. ولما انتقلت لمتابعة دراستي الجامعية بجامعة محمد الخامس بالرباط كان من حظي أن كنت طالبا لأستاذي المهدي، فاستمتعت بحضور محاضراته، وكان كلما ازددت اقترابا منه أحس بنبل الخصال التي يتمتع بها، فكان لي مذ ذلك التاريخ الأستاذ العالم السمح الهادئ المحبب إلى نفوس طلبته.
    الدكتور إبراهيم رضا

    ولد الدكتور المهدي سنة 1919 للميلاد بمدينة سلا المغربية ونشأ في أسرة مشهود لها بالصلاح والخير، وكان يتردد على لسانه كثيرا أن أول مدرسة فتح بها عينيه وتزود من دروسها وقيمها الروحية هي أسرته الصغيرة، التي شكلت المعالم الأولى الثابتة لشخصيته وسلوكه.
    تخصص المهدي بن عبود في دراسة الطب، وبعد تخرجه عمل طبيبا في الولايات المتحدة الأمريكية، وبعد استقلال المغرب عين سفيرا له هناك، ولما رجع إلى بلده فتح عيادة في العاصمة الرباط؛ وكانت عيادته ملاذا لكثير من المرضى الفقراء، كما لبعض الطلبة الذين لا يقدرون على تسديد تكاليف الاستشفاء. بالإضافة إلى مهنته الرئيسة في الطب عمل أيضا أستاذا للفلسفة وعلم النفس والفكر الإسلامي بجامعة محمد الخامس بالرباط.
    شارك المهدي في مقاومة الاستعمار الفرنسي وانضم إلى المقاومة المسلحة التي كان مبعوثها إلى الشرق.
    أتقن بن عبود عدة لغات، من بينها الفرنسية والإنجليزية، إضافة إلى جودة لسانه العربي، مما أكسبه اطلاعا واسعا على أهم مصادر الفكر الإنساني القديم منه والحديث. كما جعله قادرا على تتبع تموجات الفكر الإنساني المعاصر.
    ولا يمل من كثرة القراءة والمتابعة لكل ما يجري من حوله، حاضر البديهة بقوة، فلا تفوته النكتة الهادفة في مجالسه ومحاضراته. فكره ثاقب ينفذ ليكشف عن أعماق القضايا التي يدرسها، لهذا تجده يجمع في أحاديثه بين متفرقات وفلسفات من بيئات متعارضة فيكشف عن خيوط التقائها؛ هذا مع ذاكرة قوية لا يفوتها استحضار نصوص إسلامية حفظها في صباه، أو حقائق علمية وأقوال قرأها في شبابه، مع حسن الاستدلال وقوة الإقناع لا يميل إلى التشدد في الدعوة، لكن مع صلابة في الحق لا يهادن، وكان لا يخشى في الله لومة لائم.
    وقد كان لتخصصه في مجال الطب ولتكوينه العلمي، واهتماماته بالدراسات الفلسفية والنفسية أثره الواضح على طريقة تفكيره وعلى منهج عرضه للمواضيع التي يدرسها، كما كان لتأثره بكتابات رجالات الإصلاح ومطالب رواد النهضة الإسلامية الحديثة من أمثال جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ورشيد رضا وحسن البنا في المشرق، والشيخ ابن باديس ومالك بن نبي وعلال الفاسي بالمغرب أثره الجلي على فكره وسلوكه؛ لهذا ليس غريبا أن يلتقي في اهتماماته الفكرية والإصلاحية مع المشروع النهضوي الإصلاحي العام الذي رفع هؤلاء الرواد لواءه وسعوا إلى تحقيقه.
    ويتميز عرض بن عبود لقضايا العقيدة في كونه لا يقف عند حدود التعريفات والتقسيمات الكلامية المجردة التي تحف بها المصنفات القديمة في هذا المجال، لأنه يرى أن هذه العقيدة لا تدرك بمجرد الفهم السطحي الذي يقف عند حدود الألفاظ والكلمات، بل لا بد من الغوص في معانيها ودلالاتها الخفية، ولهذا نجد بن عبود يعرض العقيدة بشكل يجمع فيه بين الإشراق القلبي والإقناع العقلي المؤثر.
    من ناحية أخرى، إن النظرة الصوفية التي تشبع بها الدكتور المهدي بن عبود في صباه ثم لازمته طيلة حياته، فكرا وسلوكا، قد أكسبته نزوعا نحو كشف حقائق الأشياء وإدراك جوهر الموجودات، إذ لكل شيء عنده ظاهر وباطن ومبنى ومعنى وما يتصل بذلك.
    والظاهر عنده لا يعدو أن يكون عنوانا للباطن.
    كان المهدي بن عبود يورد في محاضراته وبعض كتبه أن الإسلام هو عقيدة المستقبل، بل وخصص لهذه القضية محاضرة عنونها بـ"الإسلام عقيدة المستقبل".
    ترك المهدي بن عبود رحمه الله مجموعة من الأعمال، من بينها: في العلم والمعرفة، الإنسان وطاقته الروحية، صراع العقائد ومستقبل الإنسان، فيض الخاطر، حي بن يقظان سار فيه على نهج الفلاسفة المسلمون السابقون؛ خاصة منهم "ابن طفيل" أحد فلاسفة وعلماء الإسلام المشهورين بالأندلس، الذي جمع ما انتهى إليه الفكر الفلسفي في عصره مع ردوده عليه، على شكل قصة خيالية تحت عنوان" حي بن يقظان".
    وجدير بالذكر أن هناك كتابات أخرى ومحاضرات لم تنل بعد العناية الكفيلة بطبعها وإخراجها إلى الناس.
    ولعل ما يقوم به الدكتور محمد الدماغ الرحالي حاليا من جمع وترتيب تحت عنوان: الأعمال الكاملة للدكتور المهدي بن عبود، لهي خطوة جيدة على طريق إخراج تراث هذا الفيلسوف المغربي المتميز إلى الوجود.
    المصدر
    حياكم الله


    د. أبو شامة المغربي

    kalimates@maktoob.com

    رد مع اقتباس  
     

  2. #2 رد: الدكتــــور المهـــدي بن عبــــود ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36



    الدكتور
    المهدي بن عبود



    · من مواليد مدينة سلا - قرب الرباط - بالمملكة المغربية عام 1919 ميلادية.
    · درس الطب في فرنسا، وابتعث إلى الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة الأمراض الجلدية.
    · أستاذ في كلية الآداب - قسم الفلسفة وعلم النفس - في الجامعة المغربية.
    · شارك في الحركة الوطنية، وانضم إلى المقاومة المسلحة، وكان مبعوثها في الشرق الأوسط.
    · عين سفيرًا بعد الاستقلال في الولايات المتحدة الأمريكية، ومندوبًا دائمًا للمغرب في الأمم المتحدة.
    · ألقى عددًا من المحاضرات بالمغرب العربي، والمشرق، وأوروبا، وشارك في العديد من المؤتمرات، واللقاءات الإسلامية العامة والعربية.
    · من مشاريعه الفكرية: إحياء الأمم - عقيدة المستقبل - مفهوم الإنسان وطاقته الروحية في الطب - النفس والبدن والعلاقة بينهما.
    · همّه الدائم: البحث في أسباب الانهيار الذي أصاب الأمة الإسلامية، وشروط النهوض بعد أن تمزقت رقعة التفكير بين مجموعة من العقائد، واستهوى بعض المسلمين ما يجري في الغرب.
    يرى أنه لا بد في عملية الرجوع إلى الإسلام وتجديد الانتماء له والالتزام به من نهجين:
    1- النهج الفكري: وهذا يقتضي استجلاء ما هو غامض في أذهان الناس عن شروط النهضة الإسلامية الأولى في ظروفنا القاسية، واكتشاف سر النجاح العلمي الذي أحرزه المسلمون الأوائل.
    2- بعد اكتشاف الفكرة واستجلائها كيف يمكن تحقيقها، والوصول إليها، وحسن اختيار الوسيلة، مع أخذ المتغيرات العالمية السريعة بعين الاعتبار.
    ويحذر أثناء اختيار وسيلة النهوض من مسايرة الغرب وتقليده؛ إذ أن تقليده هو الذي ساهم بتمزيق بلاد المسلمين. ويرى أن هناك حقائق ثابتة، وكل من تمسك بها في الماضي أو الحاضر أو المستقبل سيتحقق له النجاح، وأن التقليد كسل فكري يؤدي بصاحبه لأن يكون مكفوف البصيرة، وعاجزًا عن النهوض.
    في حوار معه
    حياكــــــــــــــــــم الله


    د. أبو شامة المغربي

    kalimates@maktoob.com

    رد مع اقتباس  
     

  3. #3 رد: الدكتــــور المهـــدي بن عبــــود ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36



    الدكتور
    المهدي بن عبود


    ابن سينا ومدرسته الشمولية من زاوية الطب
    الدكتور المهدي بن عبود
    المغرب

    الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
    هذه نظرة سريعة خاطفة نظرا لضيق الوقت، وهي مفيدة للقرن العشرين الذي نعيش فيه، الخاص والعام يتكلم فيه عن الشخصية المفصومة للانسان، وفي ذلك كتبت الكتب الكثيرة منها: الإنسان المنشق، والإنسان الممزق في الفلسفة الوجودية إلى غير ذلك مما يؤول إلى محاضر من ناحية الصحة البدنية من جهة، والصحة النفسية من جهة أخرى وكيفية مجملة إن ما نتعلمه اليوم من ابن سينا هو نموذج الرجل المسلم الحذر، الذي يعيش رغبة ورهبة، خوفا أولا من تقصيره فيما يتعلق بمجاهدة النفس، فهو يعرض لنا الإنسان السوي، ومن ناحية أخرى يعرض لنا الإنسان المريض من الناحية الجسمانية بكيفية أدهشت الرأي العام في وقته، وفي وقتنا هذا: بجانب هذا يرى في الإنسان أنه مركب وهذا المركب هو مركب من ناحية جسمانية، ومن ناحية نفسانية تكون قابلة لما تقبله النفس الأمارة بالسوء، إلى النفس اللوامة، إلى المطمئنة، إلى الراضية إلى المرضية إلى غير ذلك، ومن ناحية ثالثة هو مركب من عقل ينفي أن نصاغ إلى تأثر المعلومات في قالبه.
    ضعفه تكون صورة الإنسان الحقيقية وهو المستوى الروحاني، ومن أجل هذا كان يشتهر بكونه لم يكن بارعا من الناحية العلمية من جهة، والطبية من جهة، والنفسانية من جهة أخرى، والفلسفية من جهة رابعة، ولكنه كان بارعا فيما يتعلق: بما يسمى اليوم النظرة بنور الله، وهي مجاهدة النفس، لتكشف لك عن حقيقة بعض وجوه الروح الإنسانية، وهي نفخة ربانية، حتى لا يبقى هذا الإنسان ممزقا، وهذه النظرة الروحانية تنطلق من أساس متين، ووحيد لا شريك له، وهو الإيمان بالله سبحانه وتعالى.
    فعندما يفطن ابن سينا إلى أهمية الإيمان بالله، يرى بأن الإيمان بالله هو باب السكينة، وهو الباب الذي تصاغ فيه تلك النفس المطمئنة الراضية المرضية الراجعة إلى ربها، ولهذا يتغلب في كثير من الأحيان بالنصائح هذا الطبيب ليرجع النفس إلى رشدها بعدما تتلاعب بها الأهواء والشهوات، وتعرضها حتى جسمانيا لما يسمى اليوم بالاضطرابات الجسمانية النفسانية، فهذه الاضطرابات اليوم كثرت إلى حد أنه فيما يتعلق بتصنيف الأمراض بتراءي لنا أن أكثر من 60 في المائة من الأمراض المعروضة على الأطباء في اختصاصاتهم بما فيها طب العيون تكون لها آثار كبيرة من الناحية الجسمانية النفسانية، لماذا نؤكد في هذه العجالة على هذه النقطة بالذات؟ لأننا ما زلنا نسمع الماديين من السياسيين، الذين يتبعون المادية اليمينية الجافة مثل مادية (بروكنز أولدين تك) إلى غير ذلك، أو المادية الجافة الإلحادية مثل مادية أنجل وماركس، إلي غير ذلك بأن صورة عن الإنسان وصورة عن الوجود خارجة عما يسمى بالتوحيد المقلوب أو الواحد، وهو أن الإنسان مادة فقط، أو في الجانب الآخر روحانية فقط.
    كل ما يخرج عن هذا فهو بالنسبة إليهم لا يقبل، وأنه من قبل الضلال، لكن نرى أن النظرة التي يعطها ابن سينا هي النظرة التي تجمع تشتت الإنسان وتحميه مما يسمى اليوم بالأمراض النفاقية (سيكوزس!)، بالمقابل للأمراض الدهانية أو الأمراض النفسانية (نيروزس)، بالمقابل مع الأمراض العقلية المحضة (سيكوزس) بالمرض المشهور اليوم، ودخل حتى فى بعض الفلسفات، من تلك الفلسفة الوجودية هو مرض القلق والضجر، هذا المرض يتسبب من الناحية الجسمانية في أمراض كثيرة، أشهرها القرحة المعدية، وارتفاع ضغط الدم، والمؤهل لمرض السكر، حيث ترتفع كمية السكر في دمه، والمؤهل لاضرابات دموية واضطرابات جسمانية أيضا، يكون السبب في ذلك هذا القلق والضجر، ومن، أهم اسبابه الإقلاع عن العامل الرابع للمركب الانساني الجسماني العقلاني، وهذا هو العامل الرابع هو الروحاني، وبابه هو الايمان بالله سبحانه وتعالى، ولذلك اتبع كثير من الغربيين نهج ابن سينا في ما يتعلق بتصور الإنسان على شكله المجتمع الشامل، وأشهرهم عند الفرنسيين ألكسكس كارول في كتابه "الإنسان ذلك المجهول" وفي رسالته الصغيرة الطبية والمدروسة دراسة طبية عن الصلاة، ونفس الشيء، فيما يتعلق بآخر كتاب وصل آخر هذه السنة عندنا بالترجمة الفرنسية في المغرب للطبيب الأمريكي (مودي)، الذي اشتهر بكتابه (Life after life)، عن إرجاع الطمأنينة إلى النفس عن طريق الابتسامة، والابتسامة هي بالنسبة للإسلام هى عنوان الرضا فيما يتعلق بالتوافق مع حكمة الله سبحانه وتعالى.
    إذن في هذه العجالة الخاطفة نرى بأننا ملزمون على أن نعرض لتلاميذنا سواء في الإبتدائية على شكل قصص، أو في الثانوي على شكل نصوص، أو في العالي على شكل رسالات، شخصيات ابن سينا العلمية الجامعة، التي تحاول لملمة شتات الإنسان الذي مزقته هذه المادية الجافة التي يعيش فيها اليوم، ويعاقبه الله سبحانه وتعالى بما يسمى اليوم بالأزمات تلو الأزمات الواحدة بعد الأخرى، والسلام عليكم ورحمة الله.
    المصدر
    حياكــــــــــــــــــم الله


    د. أبو شامة المغربي

    kalimates@maktoob.com

    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. مؤلفـــــــات الدكتــــور شـــــوقي ضيــــف ...
    بواسطة أبو شامة المغربي في المنتدى قضايا أدبية
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 20/12/2009, 12:46 PM
  2. حــــوار مع الدكتــــور مصطفى محمـــــود .. مجلـــة الأدب الإسلامي ...
    بواسطة أبو شامة المغربي في المنتدى قضايا أدبية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 17/02/2007, 05:36 PM
  3. مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 11/12/2006, 10:18 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •