المئوية لـ يحيى حقي
بقلم: د. السيد نجم
....................
بالتنسيق بين منظمة "اليونسكو" والمجلس الأعلى للثقافة بمصر، تقرر أن يكون عام 2005م هو مئوية ميلاد الأديب "يحيى حقي". وبهذه المناسبة فقد بدأ المجلس بالاحتفالات التي ستستمر طوال العام خلال شهر يناير الماضي. كما احتفل "قصر التذوق" بالإسكندرية بالمناسبة نفسها خلال الأسبوع الحالي. وينتظر خلال الشهر القادم تقيم "مكتبة الإسكندرية" عدد من المحاضرات والندوات حول "حقي".
أما ندوة الإسكندرية الأخيرة، فقد تتحدث فيها "نهى حقي" ابنة الكاتب، والكاتب "مصطفى عبدالله" رئيس قسم الأدب بجريدة الأخير، والناقد "شوقي يوسف"، وقد أدارها الأديب "السيد نجم".
"يحيى حقي" يعد من رواد القصة القصيرة العربية تحديدا، وان كتب الرواية والدراسات النقدية. ولد عام 1905م، درس الحقوق، عمل في التحقيقات التابعة لوزارة الداخلية في حينه وهو ما يمثل أعمال النيابة العامة الآن، لمدة سنتين..وقد قال "حقي" عنها أنها أهم سنتين في حياته، ومن خبرتها كتب روايته القصيرة "قنديل أم هاشم" التي تعد من أهم الأعمال الإبداعية خلال القرن الماضي، ربما لكونها أول رواية تناقش علاقة الشرق بالغرب في بدايات القرن الماضية، ومنها ندخل إلى قضية "الهوية" أو "الآخر".كما أن الكاتب نشر أول قصة له في عام 1926م، بمجلة الفجر.
ثم انتقل "حقي" للعمل في السلك الدبلوماسي بسفارات مصر في العديد من الدول العربية والأجنبية، منها..ليبيا وتركيا، وفرنسا وغيرها.
عاد "حقي" إلى القاهرة، وقد استقال من الخارجية، يكون أول مدير لمصلحة الفنون الجديدة، ومنها كانت نشاطاته في رعاية كافة الفنون، والانفتاح على الفنون الغربية الحديثة مثل الباليه والموسيقى الغربية وغيرها.
وفى كل المواقع التي عمل فيها، كانت هناك خبرات مضافة أفادت الكاتب، بل ومصر..حيث وضع أسس الكثير من المؤسسات الثقافية والفنية.
من أهم أعماله الروائية والقصصية والنثرية في مقالات ودراسات.. قنديل أم هاشم 1945م – دماء وطين 1945م – أم العواجز 1955م – عنتر وجولييت 1960م – صح النوم – خليها على الله..مع العديد من الترجمات عن الفرنسية والإنجليزية.
كتب عن أعماله في دراسات نقدية.. طه حسين، على الراعي، غالى شكري، لويس عوض، سيد قطب، سيد حامد النساج، محمد مندور..وآخرون.
وقد تفرغ الناقد "فؤاد دوارة" لجمع تراث الكاتب في مجال المقال والدراسات الأدبية، حيث أخرج 28 كتابا تتضمن أعمال، والتي يعقد البعض ومنهم السيدة "نهى" أنه توجد كتابات أخرى لم تجمع.
أما آخر ما كتب عنه فهو كتاب "جهاد في الفن" بقلم "مصطفى عبدا لله"، وهو يتكون من حوار مطول تم بين الكاتب والمؤلف خلال زيارة إلى مدينة روما، وجزء يتضمن "شهادات" لمن عاصروه، وجزء آخر يتضمن "ببليوجرافي" لمجمل أعمال "حقي"، بالإضافة إلى ملزمة من الصور الهامة للكاتب. وقد صدر الكتاب عن المجلس الأعلى للثقافة.
أما الناقد "شوقي بدر" فقد عرض لكتاب من أهم كتب "حقي" بل والتأريخ الأدبي للقصة العربية القصيرة، وهو كتاب "فجر القصة القصيرة". صدر الكتاب في 1964م. وقد ناقش الناقد سبب بداية التأريخ للقصة بعام 1908م، ويظن أن الفترة السابقة كانت زاخرة بالإنتاج الفني النثري الجديد، وان كانت المعايير الفنية تختلف عن رؤيتنا الآن.
ولم تنته الاحتفالية قبل أن توجه السيد نجم بأهمية إعداد برنامج احتفالي لمدة يومين، لعرض الإنتاج الفني في السينما (مثلا) لإدارة المناقشات حولها..وكيف أن العمل الأدبي الجيد ينتج عملا سينمائيا ناجحا، وهو ما تلاحظ في فيلم "البوسطجي" المأخوذ عن قصة للكاتب يحيى حقي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
*المصدر: ميدل ايست اونلاين